الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية
مجلس الأمة
كلمة
السيد صالح قوجيل، رئيس مجلس الأمة،
في المؤتمر الخامس لرابطة برلمانيون من أجل القدس
____
(يلقيها نيابة عنه السيد أحمد خرشي،
نائب رئيس مجلس الأمة، رئيس الوفد البرلماني الجزائري)
إسطنبول (تركيا) 26-28 أبريل 2024
- السيد حميد بن عبد الله الأحمر، رئيس رابطة برلمانيون من أجل القدس،
- السيدات والسادة أعضاء البرلمانات والمجالس النيابية،
- الحضور الكريم،
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
يشرفني أن أتواجد معكم في مدينة اسطنبول العريقة، للمشاركة في مؤتمر رابطة برلمانيون من أجل القدس، ممثلا للسيد صالح قوجيل، رئيس مجلس الأمة الجزائري، والذي يبلغكم تحياته الخالصة وتمنياته بنجاح أشغال هذا الملتقى، ويتوجه إليكم بكلمة كلفني بتلاوتها نيابة عنه، هذا نصها:
"السيد رئيس رابطة برلمانيون من أجل القدس، وكافة اعضاء البرلمانات ورؤساء الوفود البرلمانية والحضور الكريم...
أحييكم وأشارككم هذا اللقاء البرلماني الأخوي الكريم، فكل اجتماع يتمحور حول القضية الفلسطينية العادلة هو جمع كريم مبارك، غايته نصرة شعب مسالم، يتسلط عليه كيان إرهابي يعيث دمارا في أرض طاهرة، ويطارد شعبها الأعزل بالإبادة والنكبات...
أتوجه بخالص التقدير لرابطة برلمانيون من أجل القدس، ولنشاطها المميز، وحضورها الذي يزداد إشعاعا وسط المنظمات التي تتصدى لمخططات الاحتلال الإسرائيلي في القدس الشريف... كما أتوجه بجزيل الشكر وخالص الامتنان لجمهورية تركيا الصديقة ورئيسها السيد طيب رجب أردوغان، وجمعيتها الوطنية الكبرى، رئيسا وأعضاء، على احتضان هذا المؤتمر الجامع لبرلمانيي العالم المتضامنين مع حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، وفي الحياة... نعم... أصبح علينا التأكيد أن الفلسطينيين لديهم الحق في الحياة، وأن التقتيل والتهجير والتجويع لم ولن يكون أبدا قدرا محتوما..
لقد عرت مأساة غزة في فلسطين الجريحة والمظلومة، هشاشة النظام الدولي القائم، وفضحت مصداقية منظومته القانونية التي امتصتها سياسة الكيل بمكيالين، فحوٌلتها من آلية للحماية وتكريس الأمن والسلم الدوليين، إلى أداة رخيصة للتحايل والاستبداد وتبرير الجريمة.
لقد انتقلت أغلب وحدات المجتمع الدولي، رغم الجرائم ضد الإنسانية في غزة، من المساواة بين الضحية والجلاد، إلى تجريم الضحية وتبرير ادعاءات الجلاد.. إنه انحراف خطير يشهده هذا النظام المفتقد لقيمة المسؤولية، وهو ما يتطلب فرض الإصلاح اللازم من أجل تجسيد نظام دولي أكثر عدلا وتوازنا...وهذا ما طالبت به الجزائر وأكد عليه رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، في كافة المحافل الدبلوماسية الدولية، آخرها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وذلك في إطار مقاربة شاملة تعتبر إصلاح النظام الدولي الحالي خطوة جوهرية نحو حل النزاعات والقضايا العالقة، وعلى رأسها تصفية الاستعمار ومنح الشعوب حقها في تقرير المصير...
إن بلادي ومنذ توليها العضوية غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي، تعمل على إسماع صوت الشعوب العربية والإفريقية لاسيما منها الواقعة تحت براثن الاحتلال،.. إذ تسابق الدبلوماسية الجزائرية الزمن من أجل تكريس ولايتها لكل ما يعجل بحل القضية الفلسطينية وفق إرادة الشعب الفلسطيني، وكذا، مواصلة جهودها بالتنسيق مع الشركاء في الدول العربية والإسلامية وأعضاء حركة عدم الانحياز، من أجل منح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، والعمل على "تحميل مجلس الأمن الدولي مسؤوليته تجاه التاريخ"، وذلك تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون..
لقد رافعت الجزائر من أجل وقف العدوان وإدخال المساعدات الإنسانية، وساهمت في تقديم الإغاثة وفي إجلاء بعض الجرحى.. وتبقى كل الجهود ضئيلة أمام هول الكارثة الإنسانية في هذه المنطقة العزيزة على قلوبنا... سنبقى رغم كل الضغوط، أوفياء لقضيتنا المركزية، ملتزمين بكافة أشكال التضامن مع الشعب الفلسطيني، موقنين بالنصر وفقا للحتمية التاريخية الرافضة لدوام الاستعمار.. لقد خبرنا ذلك من ثورة نوفمبر التي هزمنا فيها استعمارا دام 132سنة...
وإذ تستحضر الذاكرة الجماعية للجزائريات والجزائريين ملاحم ومؤامرات وخذلان وانتصارات، وحملات طويلة للإبادة وطمس الهوية، فإنها لم تزدهم إلا تمسكا بالوحدة وإصرارا على الاستقلال.. لذلك لا يفتر إيماننا بقرب نهاية الوهم الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف في ظل وحدة فلسطينية حتمية وجامعة لكل فئات وفصائل الشعب الفلسطيني.. فلم يعد في التاريخ متسع للعنجهية الاستعمارية، ولم يعد في الجغرافيا مكان للإمبراطوريات الدموية والأطماع التوسعية.. فلتتظافر جهودنا نحن البرلمانيون من أجل فرض احترام حقوق الشعوب وتطهير عالمنا من دنس الاحتلال في فلسطين وفي إفريقيا، حماية للسلم والأمن الدوليين، وإعلاء لنبل رسالة البرلمانات.
إن جزائر نوفمبر التي تتجلى اليوم في الجزائر الجديدة بقيادة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تيون، ستبقى مع فلسطين ظالمة أو مظلومة... هي توأم الجزائر وفي وجدان الشعب الجزائري دوما وأبدا..
شكرا لكم والسلام عليكم"