عقد السيد صالح ڨوجيل، رئيس مجلس الأمة، بمقر المجلس، صباح اليوم الأحد 21 يناير 2024، جلسة مباحثات مع السيد كيم جين بيو KIM Jin-pyo، رئيس الجمعية الوطنية لجمهورية كوريا، والوفد المرافق له.. وذلك بحضور سعادة السيد يو كي جون You Ki- Jun، سفير جمهورية كوريا بالجزائر.. اللقاء شكل سانحة لاستعراض المستوى الطيب والمميز الذي بلغته العلاقات الثنائية بين البلدين في كنف التفاهم المشترك والاحترام المتبادل، وسبل ترقيتها إلى آفاق أرحب في ظل توجيهات قائدي البلدين السيد عبد المجيد تبون، رئيس الجمهورية، والسيد يون صوك-يول " Yoon Suk-yeol"، رئيس جهورية كوريا.
رئيسا المجلسين سجّلا ارتياحهما لمستوى العلاقات المتميزة التي تجمع البلدين، المرتكزة على الصداقة والاحترام، والتي يمر على تأسيسها ثلاثة وثلاثين (33) سنة.. وكذا، ارتياحهما لمستوى النمو الذي تشهده بفضل الحرص المشترك للجانبين بقيادة رئيسي البلدين، على توسيع آفاقها وتنويع شراكاتهما في إطار إعلان الشراكة الإستراتيجية الموقع عليه سنة 2006، وهو الأول من نوعه بين كوريا وبلد إفريقي، والذي يبقى تعميقه وتوسيعه مطلوبا لاستيعاب المستجدات الحاصلة...
وفي هذا الصدد، أعرب السيد صالح ڨوجيل، رئيس مجلس الأمة عن تطلع الجزائر ورغبتها في الاستفادة من الخبرة والتجربة الكورية المتميزة في شتى المجالات على غرار التكنولوجيا والرقمنة والطاقات المتجددة والتعليم العالي والبحث العلمي والصناعة الفلاحية، وغيرها..
رئيس مجلس الأمة دعا إلى ترسيخ التعاون الاقتصادي والشراكة الصناعية بين البلدين من خلال استغلال الفرص الواعدة التي يوفرها مناخ الاستثمار في الجزائر الجديدة التي يرسي دعائمها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون...وهو المناخ الذي خضع لتنقيح دقيق بتوجيهات من رئيس الجمهورية بصدور قانون الاستثمار الجديد ليجعل من الجزائر الجديدة اليوم بيئة ضامنة للربح، ومستقطبة للاستثمار الآمن تعززها منظومة تشريعية داعمة، بقوانين مرافقة ومحفزة للاستثمار وخلق الثروة، مواءمة مع دستور الفاتح من نوفمبر 2020.
من جانبه، عبر رئيس الجمعية الوطنية الكورية عن سعادته بزيارته الأولى إلى الجزائر، وأبدى اعتزازه بتاريخها الثوري وبجودة العلاقات التي تربطها ببلاده، باعتبارها البلد الإفريقي الوحيد الذي تجمعه بكوريا شراكة إستراتيجية تترجم الإمكانات الكبيرة التي يتوفر عليها البلدان، وتجسد رغبتهما في تكثيف أواصر الصداقة والتعاون الثنائي المشترك..
كما عبّر السيد رئيس الجمعية الوطنية لجمهورية كوريا عن اعتزاز بلاده بعلاقات التعاون المميزة مع الجزائر التي تعدّ شريكاً إستراتيجياً لسيول في إفريقيا، مؤكدا أنها تتمتع بموقع استراتيجي هام ومكانة محورية في إفريقيا تخولها لتكون بوابة القارة للاستثمارات والشراكات المربحة، معبرا عن رغبته في تفعيل الشراكة الكورية الإفريقية، وفي هذا السياق، أكد رئيس مجلس الامة أن قمة كوريا-إفريقيا الذي ستحتضنها العاصمة الكورية سيول مستهل شهر جوان القادم، تشكل خطوة إيجابية نحو تعزيز التعاون متعدد الأطراف بين كوريا والدول الإفريقية، لذلك تستحق الاجتهاد من أجل أن تتوفر لها كل أسباب النجاح...
رئيس الجمعية الوطنية الكورية جدد التأكيد على استعداد بلاده لتقاسم روابط النمو المتبادل مع الجزائر، مضيفاً بأنّ قدرات توسيع الشراكة والتعاون البيني يظل معتبرا، لاسيما في قطاعات ومجالات مفتاحية في الجزائر الجديدة بقيادة الرئيس عبد المجيد تبون كالرقمنة والأمن الغذائي..
رئيس الجمعية الوطنية الكورية أبدى إعجابه بثمار التغيير والإصلاح التي تشهدها بلادنا بفضل التوجهات الاقتصادية الجديدة، مثمنا التطور الحاصل لمناخ الأعمال في الجزائر مع صدور قانون الاستثمار الجديد والذي يعتبر محفزا وداعما لمضاعفة تواجد الشركات الكورية في الجزائر... ليعبر عن اعتزاز بلاده بالشراكات المتعددة التي تجمعها بالجزائر لاسيما في المجال الصناعي، وعن رغبته في أن تبلغ العلاقات البرلمانية بين مجلسي البلدين نفس المستوى المميز، مؤكدا ترحيبه بكل مبادرة لترقية التعاون والتبادلات البرلمانية بين الجمعية الوطنية ومجلس الأمة.
المحادثات بين الطرفين، تم فيها تناول حاضر العلاقات البرلمانية البينية، والتأكيد على إرادة الجانبين في تطويرها وتعزيز سُنّة التنسيق والتشاور في إطار مجموعات الصداقة البرلمانية، ناهيك عن تبادل الوفود البرلمانية، بما يُفضي إلى مزيد التنسيق في المحافل البرلمانية الدولية، في إطار الدبلوماسية البرلمانية... كما دعيا إلى العمل على التأسيس لشراكة فاعلة بين برلماني البلدين، وذلك حرصا على ترسيخ التقارب الودي بين الشعبين الصديقين، ودعما لجهود الدبلوماسية الرسمية في ترقية التعاون بين حكومتي البلدين..
كما تمّ خلال المقابلة تبادل الرؤى حول تطورات الأوضاع الإقليمية، والدولية.. حيث، وبعد أن جدّد السيد رئيس مجلس الأمة شجب الجزائر للاعتداءات السافرة لقوى الاحتلال وممارساته الهمجية المارقة ضدّ الشعب الفلسطيني الشقيق أبرز مواقف الجزائر الثابتة والوثيقة من كفاح الشعوب للتخلص من الاستعمار، والتي تنهل من عقيدتها الثورية التحررية التي لا يمكنها المساومة بشأنها، وعلى الجنوح إلى السلم وتبني الحلول السياسية والتفاوضية في تسوية النزاعات، مؤكداً في هذا الشأن على وقوف الجزائر دائماً وأبداً مع فلسطين ومع حلّ عادل وشامل للقضية الفلسطينية.. كما شدّد على أن الجزائر لا تقبل وضع الشعب الفلسطيني تحت الوصاية أو التسلّط بأيّ شكل كان.. داعياً جمهورية كوريا إلى العمل جنباً إلى جنباً مع الجزائر في منظمة الأمم المتحدة وفي مجلس الأمن الأممي بصفتهما عضوين غير دائمين، ابتغاء إيجاد حل ومخرج عادل للقضية الفلسطينية بما يتماشى والمواثيق والمقررات الأممية في هذا الشأن من أجل تكريس حقوق الشعوب وسيادة الدول..
رئيس مجلس الأمة ذكّر بمبادئ الجزائر الثابتة والمناهضة للاستعمار بكافة اشكاله، انطلاقا من مرجعيتها النوفمبرية المعروفة، وأكد واجب المجتمع الدولي تجاه تصفية الاستعمار في العالم وفقا للمواثيق الدولية، وذلك من خلال تمكين الشعب الصحراوي من حقه غير القابل للتقادم أو التصرف في تقرير مصيره والاستقلال..
وبخصوص القضية الصحراوية أوضح السيد كيم جين بيو، رئيس الجمعية الوطنية الكورية، أن جمهورية كوريا تدعم جهود الأمم المتحدة للتوصل إلى حل سلمي لقضية الصحراء الغربية، وتأمل أن يتم حل هذه القضية بشكل سلس من خلال المفاوضات بين الأطراف المعنية في إطار الأمم المتحدة في أسرع وقت ممكن وبطريقة مقبولة للجميع.. كما أكد على أهمية التنسيق بين كوريا والجزائر بمجلس الأمن الدولي لتكريس الأمن والاستقرار في جميع مناطق العالم والعمل من أجل استتباب الأمن في شبه الجزيرة الكورية ودعم الجهود الدولية لجعلها منطقة خاليه من السلاح النووي..
هذا، وجدير بالذكر أنّ السيد كيم جين بيو، رئيس الجمعية الوطنية لجمهورية كوريا، يقوم بزيارة رسمية إلى الجزائر، على رأس وفد برلماني هام، في الفترة ما بين 19 و22 يناير 2024.