خلال إلقائه محاضرة بالمدرسة الوطنية للإدارة، بمناسبة الذكرى الـ 69 لاندلاع ثورة الفاتح نوفمبر 1954 الظافرة..
المجاهد صالح ڨوجيل، رئيس مجلس الأمة يعدّد مراحل الثورة التحريرية المجيدة، وصولاً إلى معالم الجزائر الجديدة التي يسهر على ترجمتها رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، المتشبّعة من فلسفة الفاتح نوفمبر، مروراً بالخطوات الأولى التي انتهجتها الجزائر المستقلة في عملية البناء والتشييد..
بمقر المدرسة الوطنية للإدارة "مولاي أحمد مدغري"، وبدعوة كريمة من القيّمين عليها، ألقى اليوم الإثنين 30 أكتوبر 2023، المجاهد صالح ڨوجيل، رئيس مجلس الأمة محاضرة بمناسبة إحياء الذكرى الـتاسعة والستين (69) لاندلاع ثورة الفاتح من نوفمبر 1954 المجيدة..
أطوار المحاضرة، شهدت حضور السيد إبراهيم مراد، وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، والسيد محمد شفيق مصباح، مستشار رئيس الجمهورية، المكلف بالشؤون السياسية والعلاقات مع الشباب والمجتمع المدني والأحزاب السياسية، وممثل عن وزارة الدفاع الوطني والسيد محمد عبد النور رابحي، والي ولاية الجزائر والسيد عبدالمليك مزهودة، المدير العام للمدرسة الوطنية للإدارة، ودكاترة وأساتذة جامعيين، وكذا أساتذة وإطارات وموظفي وتلاميذ المدرسة، استهلّت بالاستماع إلى النشيد الوطني ومن ثمّ الوقوف دقيقة صمت ترحماً على أرواح مليون ونصف مليون شهيد الذين جادوا بأرواحهم الطاهرة وعطروا بدمائهم الزكية كل شبر من أرض الجزائر الطاهرة، لكي تحيا الجزائر.. والترحم على شهداء القضية الفلسطينية العادلة.. مستحضراً من خلال ذلك الأمجاد الأصيلة والملاحم البطولية لشهدائنا الأبرار ومجاهدينا الأخيار وكيف أنّ فضائل الثورة المباركة أجمعت عليها كل أطياف شعبنا باعتبارها الظل الذي يستظل تحته كل بنات وأبناء الشعب الجزائري. مضيفاً بأنّ المعركة التي خاضها الشعب الجزائري الباسل امتدت من جبال الأطلس والونشريس إلى معارك شرسة خارجية ضدّ الاستعمار الغاشم على منابر منظمة الأمم المتحدة، فظهر الحقّ وتكلل بانتزاع الاستقلال والانتصار على أعتى كبريات القوى العسكرية في العالم ورفع راياته في الجزائر الحرة المستقلة العام 1962.. وكيف أحدث مجاهدونا الأخيار بجرأتهم وبُعد نظرهم تحولاً تاريخياً في مسيرة حركات التحرر في العالم وألهموا بتلك الانتصارات الشعوب المستضعفة التي كانت ترزح تحت نير الاستعمار..
الجزائر الحديثة العهد بالاستقلال، المتحررة من أغلال المستعمر وعبوديته، أخذت نصيباً من المحاضرة التي ألقاها السيد رئيس مجلس الأمة، الذي عرّج على مراحل بناء الجزائر المستقلة، حينما أشار إلى النصين القانونيين الذين حكما الجماعات المحلية، والمتمثلين في الأمر رقم 67- 24 المتضمن ميثاق وقانون البلدية، وكذا الأمر رقم 69-38 المتضمن ميثاق وقانون الولاية المتعلق بالولاية، مسلّطاً الضوء على مسار تطور النصوص القانونية التي نظمت كل من البلدية والولاية منذ صدور الأطر القانونية الأولى المنظمة لها بعد الاستقلال مرورا بمختلف التعديلات التي طرأت عليها.. وصولاً إلى تعزيز الاستقلال السياسي بالاستقلال الاقتصادي من خلال تأميم المناجم والبنوك، فضلاً عن تأميم المحروقات العام 1971.
المجاهد صالح ڨوجيل نوّه مطوّلاً بملف الذاكرة الوطنية وذاكرة الأمة وكيف أخذ بعد تولي السيد عبد المجيد تبون مقاليد تسيير البلاد بُعداً جديداً وزخماً غير مسبوق وأضحى يحظى بشرف متابعته وكريم رعايته، كما نوّه إلى ذلك في العديد من الخرجات والمحطات، وهو ما لمسه الشعب الجزائري من خلال قراراته السامية في هذا الشأن.. معتبراً إحياء هذه المناسبة الغرّاء فرصة لتعزيز الجهد المشترك لمغالبة تحديات اليوم بيقظة أعلى لحماية أمن الجزائر وبعمل أكثر جدية واستمرارية لبناء اقتصاد بلادنا، وأن نكون في مستوى تضحيات شهدائنا ومجاهدينا وأن نضمن مواصلة كفاحهم من أجل بناء الجزائر الجديدة.
رئيس مجلس الأمة، المجاهد صالح ڨوجيل، أعرب عن كبير ارتياحه للمسلكية التي تشقّ بواسطتها، الجزائر الجديدة، بقيادة رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، وتتلمس معالم طريقها بثبات، معدّداً الخطوات المتخذة من قبل السيد رئيس الجمهورية، ذات الصلة بالبُعد الاجتماعي والاقتصادي وتعزيز الديمقراطية والحقوق والحريات.. وخارجياً من خلال انتعاش الدبلوماسية الجزائرية بعد أن أعادت توجيه بوصلتها في إطار رؤية محدّدة وبرغماتية للتّغيير، مكّنتها من استعادة دورها بشهادة العواصم الكبرى والمؤسسات الدولية التي أعادت تحليلها وتقديراتها لواقع ومكانة الجزائر في الخارطة الإقليمية، القارية والدولية.. مستنكراً كلّ جهة متوهمةً تسعى لضرب استقرار وأمن الوطن.. ومهيباً بكافة المواطنات والمواطنين من أجل الفطنة مما يُحاك ضد بلده في السرّ والعلن، ويعوّل على الحسّ اليقظ و"الوعي المسؤول" لأبناء هذا الوطن، واصطفافه وتلاحمه مع رئيسه ومؤسسات دولته وجيشه الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني بحق وجدارة، لدرء كلّ يدٍ آثمة مسمومة تمتد لهذا الوطن المفدّى..