السيد صالح ڤوجيل، رئيس مجلس الأمة يؤكّد في ختام أشغال جلسة المصادقة على أهمية النصين القانونين المصادق عليهما، باعتبارهما يكتسيان طابعا اجتماعيا، ويعكسان أهداف العدالة الاجتماعية التي تعدّ أحد ركائز الدولة الجزائرية .. ويدعو إلى ضرورة النهل من مبادئ نوفمبر 1954 الذي يعود اليوم بكل تجلياته على الجزائر، فبالأمس كان نوفمبر التحرير أما اليوم فنوفمبر هو من أجل الحفاظ على استقلال الجزائر وسيادة قرارها السياسي وتعزيزه بالاستقلال الاقتصادي، وهو ما كرّسه دستور الفاتح من نوفمبر 2020، على طريق بناء جزائر جديدة، قوية ومهابة الجانب، التي يرسي رئيس الجمهورية،السيد عبد المجيد تبون دعائمها
 
خصّص مجلس الأمة الجلسة العلنية المنعقدة صبيحة اليوم، الخميس 22 جوان 2023، برئاسة السيد صالح ڤوجيل، رئيس مجلس الأمة، للمصادقة على نصين (02) قانونين، هما على التوالي:
1- نص القانون المعدل للقانون رقم 63-278 المؤرخ في 26 جويلية 1963 الذي يحدد قائمة الأعياد الرسمية، المعدل والمتمم.
2- نص القانون المعدل والمتمم للقانون رقم 83-12 المؤرخ في 02 يوليو 1983 والمتعلق بالتقاعد، المعدل والمتمم.
الجلسة حضرها السيد فيصل بن طالب، وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، ممثلا للحكومة؛ والسيدة بسمة عزوار، وزيرة العلاقات مع البرلمان.
في المستهل، أحال السيد رئيس مجلس الأمة الكلمة إلى السيد محمد عمرون، مقرر لجنة الصحة والشؤون الاجتماعية والعمل والتضامن الوطني لمجلس الأمة، لتلاوة التقرير التكميلي الذي أعدّته اللجنة حول نص القانون المعدل للقانون رقم 63-278 المؤرخ في 26 جويلية سنة 1963 الذي يحدد قائمة الأعياد الرسمية، المعدل والمتمم، والذي ثمّنت فيه نص القانون باعتباره يستجيب لانشغالات المواطنين والفئات المهنية، لتمديد فترة إجازة عيدي الفطر والأضحى، بغرض السماح للمواطنين وخاصة العمال الذين يقطنون في ولايات غير ولايات مقر عملهم بالاحتفال بهاتين المناسبتين الدينيتين العظيمتين مع عائلاتهم، ومنحهم وقتا كافيا للذهاب والإياب.. وهو ما من شأنه المساهمة لا محالة في تعزيز وتقوية أواصر التلاحم والتواصل، والتراحم والمودة ولم شمل الأسر الجزائرية بما يسهم في تمتين وتماسك النسيج الاجتماعي الجزائري. وقد تمّت المصادقة عليه بإجماع الحاضرين، بواقع 123 صوتا بنعم (72 عضوًا حاضرًا و51 توكيلاً).
بعد ذلك، تقدم السيد محمد عمرون، مقرر لجنة الصحة والشؤون الاجتماعية والعمل والتضامن الوطني لمجلس الأمة، مجددا، لتلاوة التقرير التكميلي الذي أعدّته اللجنة حول نص القانون المعدل والمتمم للقانون رقم 83-12 المؤرخ في 02 يوليو 1983 والمتعلق بالتقاعد، المعدل والمتمم، حيث أشادت اللجنة بفحواه وكونه يعبّر بحق عن الإرادة القوية للدولة لتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة في ظل دستور الفاتح من نوفمبر 2020، وهو بذلك يعكس حرص رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، على الوفاء لنوفمبرية الجمهورية ولالتزاماته الـ 54 التي جعلت من تحسين القدرة الشرائية وصون كرامة المواطن أحد ركائزها.
وعليه يعتبر نص القانون المتعلق بالتقاعد، خطوة أخرى في نهج سياسة العدالة الاجتماعية والتوزيع المنصف للثروات الوطنية، تكريسا للبعد الاجتماعي للدولة وتعزيزا لقيم التضامن والحماية الاجتماعية.. وقد حظي نص هذا القانون هو الآخر مصادقة بإجماع الحاضرين بواقع 127 صوتا بنعم (76 عضوا و51 توكيلا).
وفي كلمة له بعد المصادقة على النصين، توجّه ممثل الحكومة، السيد فيصل بن طالب، وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، بتشكراته إلى أعضاء مجلس الأمة على حسن تعاونهم خلال مسار أشغال دراسة ومناقشة نصي القانونين والمصادقة عليهما، منوهًا بروح المسؤولية والمستوى العالي لتدخلاتهم والاقتراحات والملاحظات المقدمة من طرفهم.
رئيس لجنة الصحة والشؤون الاجتماعية والعمل والتضامن الوطني لمجلس الأمة، البروفيسور حبيب دواڤي، أعرب من جهته في كلمة له عن خالص تهانيه إلى السيد وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي على هذه المصادقة على نصي القانونين اللذين من شأنهما تكريس القيم الاجتماعية والدينية وتثمينها، وتكريس لمبادئ العدالة الاجتماعية للدولة الجزائرية، كما يعدُّ إضافة مهمة في ترسانة القوانين والتشريعات الخاصة بالقطاع.
وفي ختام أشغال هذه الجلسة، ألقى السيد صالح ڤوجيل، رئيس مجلس الأمة كلمة بالمناسبة، أكّـد فيها على أهمية النصين القانونيين المصادق عليهما، اللذين يكتسيان طابعا اجتماعيا، ويعكسان أهداف العدالة الاجتماعية التي تعد أحد ركائز الدولة الجزائرية؛ وهو ما دأب على تكريسه رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، طيلة ثلاث سنوات من فترته الرئاسية والتي تعد حصيلة إيجابية بالنظر إلى ما تحقّق من إنجازات في مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والرياضية وغيرها، مؤكّدا أنّ الجزائر في الطريق الصحيح.
وشدد السيد رئيس مجلس الأمة في كلمته على ضرورة تماسك الجبهة الاجتماعية باعتبارها اللحمة الأساسية في تقوية البلاد على جميع الأصعدة، وهذا بضرورة التنظيم الجيد لأنفسنا والمحافظة على الاستقلال السياسي في ظل التغيرات التي يشهدها العالم خصوصا من الجانب الاجتماعي؛ حيث أن الجزائر أولت له جانبا مهما سواء من خلال منحة البطالة التي استحدثها السيد رئيس الجمهورية وكذا القوانين الأخيرة التي عززت بها الجزائر الجانب الاجتماعي، وهو ما انعكس على حياة المواطنين.
السيد رئيس مجلس الأمة، نوّه بجحافل الطلبة المترشحين لشهادة البكالوريا المتزايدة كل سنة والتي قارب عددها هذه السنة 800 ألف مترشحا، أغلبهم بنات، وهو ما يعكس سياسة الدولة في توفير التعليم والتكفل بجميع شرائح الشعب وكذا الاهتمام بالمرأة على المدى البعيد وهو تكريس حقيقي للدولة الجزائرية الاجتماعية.. مؤكّدا أنّه ينبغي قراءة هذه الأرقام والمعطيات قراءة سياسية ...
المجاهد صالح قوجيل، دعا إلى ضرورة النهل من مبادئ نوفمبر 1954، والذي يعتبر العروة الوثقى التي يجب على كل جزائري التمسك بها، فنوفمبر – حسبه – يعود بكل تجلياته على الجزائر فبالأمس كان نوفمبر التحرير أما اليوم فنوفمبر هو من أجل الحفاظ على استقلال الجزائر وسيادة قرارها السياسي وتعزيزه بالاستقلال الاقتصادي على طريق بناء جزائر جديدة قوية ومهابة الجانب، وهو ما كرّسه دستور الفاتح من نوفمبر 2020، والذي وجب على الجميع ضرورة التعمق في قراءته قراءة سياسية وقانونية..
رئيس مجلس الأمة، استعرض حصيلة نشاط المجلس طيلة ثلاث سنوات ونيف الأخيرة، حيث صار رمزا للمؤسسة التشريعية الحقة، القوية والمتماسكة بنواتها الصلبة من خلال أعضاء كرسوا أنفسهم للعمل الجماعي بعيدا عن أي توجهات حزبية، مجسدين بذلك مرحلة تاريخية هامة كانت بداياتها بحراك مبارك سنة 2019، حيث جسدوا من خلال نشاطهم الدؤوب المفهوم الحقيقي لهذا الحراك ولبوا مطالبه.
وعرج السيد رئيس مجلس الأمة في كلمته على ملف الذاكرة، مشددًا على ضرورة كتابة تاريخ الجزائر بأيدي مؤرخين جزائريين، بعيدًا عن إملاءات الخارج، وتلقينه للناشئة حفاظا على الحاضر والمستقبل...
وأردف المجاهد صالح قوجيل أنّ تمسكنا بتاريخنا صار يزعج الكثير من دعاة بقايا الاستعمار النيوكولونيالية على وجه الخصوص، تلك الأبواق الناعقة من الضفة الأخرى للمتوسط كلما بادرنا في التطرق إلى ما يهم تاريخنا والعلاقات القديمة مع المستعمر وهو ما يفسر هجومهم على ما بات يعرف بقضية النشيد الوطني، فإننا نقول لهم لطالما فرقنا بين الشعب الفرنسي والاستعمار الفرنسي وبقاياه الذين للأسف لا يفهموا هذا.
هذا الاستعمار الذي يختلف شكلا ومضمونا عن أي استعمار عرفه العالم، لأنه كان يسعى لإبادة شعب وتغييره بشعب آخر.
كما ركّز السيد رئيس مجلس الأمة على وجوب العمل بإخلاص، بالأفعال وليس بالأقوال فقط، على ضرورة تدعيم وتعزيز الاستقلال السياسي باستقلال اقتصادي فعلي وحقيقي، باعتبار ذلك صمام الأمان الذي ينأى بالجزائر عن أي مخاطر محتملة في ظل التغيرات التي سيفرزها النظام العالمي الجديد مستقبلا...وما الزيارة الأخيرة لرئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون إلى روسيا وحفاوة الاستقبال التاريخي الذي حظي به، هو تجسيد فعلي لدولة جزائرية محترمة ذات صيت مسموع، وازنة تستطيع المساهمة في صناعة القرارات الدولية.
وفي الأخير، اغتنم السيد صالح قوجيل، رئيس مجلس الأمة، سانحة إطلالة عيد الأضحى المبارك ليهنئ السيدات والسادة أعضاء مجلس الأمة ومن خلالهم الشعب الجزائري وكذا الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني بحق وجدارة، حامي الحدود ومصدر أمن وأمان واستقرار الوطن المفدى، والذي يعدّ مفخرة الجزائر والجزائريين.
Peut être une image de 7 personnes et le Bureau ovale
 
0
0
0
s2sdefault
diplomatie
culture
porte ouverte