تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون
مجلس الأمة يحتفي بالذكرى الخامسة والعشرين لتنصيبه (1998 – 2023)
"رُبع قرن في مسار صرح دستوري .. من التقويم الوطني إلى الجزائر الجديدة ..".
رئيس مجلس الأمة، المجاهد صالح قوجيل يؤكّـد أنّ الجزائر اليوم بقيادة رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون تسير في الطريق الصحيح، وقد تمكّنت من الحفاظ على استقلالها السياسي وهي تجهد لتعزيزه باستقلالية قرارها الاقتصادي الوطني رغم كلّ الصعوبات والمحطات العصيبة التي واجهتها وذلك من خلال الاستلهام من ماضيها المجيد، الحافل بالبطولات والدروس والعبر.. مبرزًا دور الذاكرة في تعزيز اللحمة الوطنية ولم الشمل في بناء الحاضر واستشراف المستقبل واستعادة مكانة الجزائر في المحافل الدولية
إنتظمت اليوم، الخميس 19 جانفي 2023، بمقر مجلس الأمة، تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، وبرئاسة السيد صالح قوجيل، رئيس مجلس الأمة فعاليات الاحتفالية بالذكرى الخامسة والعشرين لتنصيب مجلس الأمة (4 جانفي 1998 – 4 جانفي 2023)، تحت شعار "رُبع قرن في مسار صرح دستوري .. من التقويم الوطني إلى الجزائر الجديدة ..".
الاحتفالية حضرها كبار الضيوف من مسؤولي مؤسساتٍ ومستشاري السيد رئيس الجمهورية وأعضاء الحكومة ومسؤولي هيئات الدولة، نخصُّ بالذكر منهم السيد ابراهيم بوغالي، رئيس المجلس الشعبي الوطني؛ السيد أيمن بن عبد الرحمان، الوزير الأول؛ السيد عمر بلحاج، رئيس المحكمة الدستورية؛ السيد بوعلام بوعلام، مستشار لدى رئيس الجمهورية، مكلف بالشؤون القانونية والقضائية؛ السيد أحمد راشدي، مستشار لدى رئيس الجمهورية، مكلف بالثقافة والسمعي البصري؛ السيد اللواء محمد الصالح بن بيشة، الأمين العام لوزارة الدفاع الوطني؛ السيد اللواء مبروك سبع، مدير الايصال والإعلام والتوجيه لأركان الجيش الوطني الشعبي، ممثل السيد الفريق أول السعيد شنڨريحة، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي؛ السيد رمطان لعمامرة، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج؛ السيد عبد الرشيد طبي، وزير العدل، حافظ الأختام؛ السيد العيد ربيقة، وزير المجاهدين وذوي الحقوق؛ السيد محمد بوسليماني، وزير الاتصال والسيدة بسمة عزوار، وزيرة العلاقات مع البرلمان، إلى جانب عددٍ من مسؤولي وممثلي المؤسسات الإعلامية والمنظمات الوطنية ومختلف المجالس العليا الاستشارية وغيرها.
وتميّزت هذه الاحتفالية بتنظيم عدة أنشطة أبرزها إقامة معارض عكست مجمل النشاطات لاسيما التشريعية والرقابية والدبلوماسية البرلمانية منها، التي قام بها مجلس الأمة منذ تنصيبه في 4 جانفي 1998 وأبرزت المهام المنوطة بهذه الهيئة التشريعية الدستورية، والدور الذي اضطلعت به خلال الفترة، وذلك بهدف تثمين الجهود والإضافات التي تحقّقت ومكّنت الهيئة من تبوء المكانة التي تحظى بها اليوم ضمن الصرح المؤسساتي للبلاد؛ وكذا معرض لمنشورات وإصدارات المجلس.
وتمّ بهذه المناسبة البرلمانية الخاصة تخليد فقرة مميّزة من ديباجة دستور الفاتح من نوفمبر 2020، عبر خطِّها في جدارية، تم تثبيتها - بتوجيه منه - على الجدار الأيمن للقاعة الكبرى بالبهو الرئيسي لمجلس الأمة (إنّ الشعب الجزائري ناضل ويناضل دوما في سبيل الحرية والديمقراطية، وهو متمسكٌ بسيادته واستقلاله الوطنيين، ويعتزم أن يبني بهذا الدستور مؤسسات، أساسها مشاركة كل المواطنين والمجتمع المدني، بما فيه الجالية الجزائرية في الخارج، في تسيير الشؤون العمومية، والقدرة على تحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة وضمان الحرية لكلّ فرد، في إطار دولة قانون جمهورية وديمقراطية ويتطلع أن يجعل من الدستور الإطار الأمثل لتعزيز الروابط الوطنية وضمان الحريات الديمقراطية للمواطن)؛ كما تمّت إزاحة الستار عن جداريتين منقوش عليهما بيان أول نوفمبر 1954 (باللغتين العربية والفرنسية) على مدخل القاعة الشرفية، وصور القادة الستة التاريخيين مفجري ثورة الفاتح من نوفمبر 1954 (مصطفى بن بولعيد، العربي بن مهيدي، كريم بلقاسم، محمد بوضياف، ديدوش مراد ورابح بيطاط) وأعضاء الوفد الخارجي (أحمد بن بلة، محمد خيضر وحسين أيت أحمد)؛ بالإضافة إلى تدشين النصب التذكاري المُخلّد للشهيد البطل "يوسف زيغوت" الذي يحمل مقر مجلس الأمة اسمه، بغية تحميل هذا الصرح المؤسساتي في ذكراه الخامسة والعشرين حمولةً تاريخية تُكرِّسُ الوفاء للإرث النوفمبري المُلقَن لجيل الحاضر والمستقبل.
وفي ذات السياق، تمّ إطلاق أسماء قادة تاريخيين استشهدوا إبان الثورة التحريرية على القاعة الشرفية وقاعات الاجتماعات (مصطفى بن بولعيد، العربي بن مهيدي وديدوش مراد).
وتواصل باقي أنشطة هذه الاحتفالية، داخل قاعة الجلسات بدءًا بتلاوة سورة الفاتحة وعزف النشيد الوطني والوقوف دقيقة صمتٍ لتلاوة سورة الفاتحة ترحمًا على أرواح شهداء الجزائر الميامين وإلقاء السيد صالح قوجيل، رئيس المجلس كلمةً بالمناسبة، وعرض شريط وثائقي عن المجلس يحمل عنوان نفس شعار الاحتفالية، وقراءة الرسالة التي رفعها السيدات والسادة أعضاء مجلس الأمة إلى رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون.
كما تمّ طبع ونشر الجزء الأوّل من إصدار "نوفمبر يعود... في جزائر جديدة يعلو فيها الحق ولا يُعلى عليه..."، يتضمّن خطابات وشهادات وحوارات المجاهد صالح قوجيل، رئيس مجلس الأمة.
وجاء في كلمة رئيس مجلس الأمة، المجاهد صالح قوجيل بهذه المناسبة أنّ الجزائر اليوم بقيادة رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون تسير في الطريق الصحيح، وقد تمكّنت من الحفاظ على استقلالها السياسي وهي تجهد لتعزيزه باستقلالية قرارها الاقتصادي الوطني رغم كلّ الصعوبات والمحطات العصيبة التي واجهتها وذلك من خلال الاستلهام من ماضيها المجيد، الحافل بالبطولات والدروس والعبر.. مبرزًا دور الذاكرة في تعزيز اللحمة الوطنية ولم الشمل في بناء الحاضر واستشراف المستقبل واستعادة مكانة الجزائر في المحافل الدولية؛ مذكرًا بالنهج النوفمبري الذي اعتمده السيد رئيس الجمهورية منذ بداية عهدته الرئاسية حيث ربط تعهداته الانتخابية الأربع والخمسين بثورة الفاتح من نوفمبر 1954 تيمنًا بها وثنى بها المراجعة العميقة للدستور الذي زكّاه الشعب في ذاك الفاتح من نوفمبر 2020، تجسيدًا للمرجعية النوفمبرية الوطنية الخالدة التي تُكرّس الطابع الاجتماعي والديمقراطي للدولة الجزائرية.
وأوضح السيد رئيس مجلس الأمة أنّ دستور الفاتح من نوفمبر 2020 جاء عميقا ومتمحورا حول الماضي والحاضر والمستقبل، ومن خلاله أعطى المفهوم الحقيقي للممارسة الديمقراطية، وللدولة التي هي دولة الجميع من خلال المؤسسات ولا تتغيّر في حين أنّ الحكم هو الذي يتغيّر بحسب رغبات الشعب ويخضع لاختياره السيّد.
وأشار السيد صالح قوجيل في كلمته إلى أهمية العمل البرلماني باعتباره أداة وصل بين الحكومة والشعب، وأداة الرقابة على عمل الحكومة أيضًا في إطار التكامل بين الهيئتين التشريعية والتنفيذية بما يخدم الصالح العام.
وذكّـر السيد صالح قوجيل في هذا السياق بثوابت السياسة الخارجية للجزائر التي تقوم على عدم التدخل في شؤون الغير مثلما ترفض بلادنا التدخل في شؤونها الداخلية، مع وقوفها إلى جانب القضايا العادلة في العالم ودعم مبدإ تقرير الشعوب المستعمرة لمصيرها.
وختم بالقول إنّه ينبغي أن يتوجّه تفكيرنا اليوم إلى المستقبل وللأجيال القادمة، وأنّ مسؤولية الأجيال الحالية كبيرة تجاه هذه الأجيال الصاعدة لاسيما الشباب، وكذا دور المجلس الأعلى للشباب والمرصد الوطني للمجتمع المدني.
ومن جهتهم، رفع أعضاء مجلس الأمة في رسالتهم التي توجّهوا بها إلى رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أسمى آيات الشكر والتقدير والامتنان على رعايته السامية لاحتفالية المجلس؛ والتي منحت الهيئة "شحنة إيجابية كبرى، وبُعداً ليس بعادٍ، وزخماً غير معهودٍ.. وهي في ذات الوقت الرعاية التي أضفت رفعًا مؤسساتيًّا ومعنويًّا للهيئة التشريعية بغرفتيها، باعتبارها صرحًا دستوريًّا يعمل بإيقاع ديمقراطية تعدّدية مسؤولة، ويحرص على التماسك والتوازن بين جميع السلطات..".
وجاء في الرسالة "إن احتفالية الذكرى الخامسة والعشرين هي بالتأكيد حدثٌ سارٌ مضاعفٌ، يأتي والجزائريات والجزائريون قد استعادوا خلالها ثقتهم كاملةً في مؤسسات الدولة، وباتوا يلمسون بالفعل إنجازات كبيرة بعد انقضاء السنة الثالثة لتوليكم سُدّة القاضي الأوّل في البلاد.. وهي الفترة التي استرجعت فيها بلادنا هيبتها ومكانتها وندّيتها بين الأمم، وواصلت العمل على إعلاء مبادئها والمحافظة على ثوابتها الخالدة خلود ثورة نوفمبر 1954، من خلال بعث قيم الماضي والاستلهام منها لصناعة الحاضر واستشراف المستقبل.. إن الجزائر أصبحت اليوم وجهة عالمية ومكانا محبذا لتنظيم مؤتمرات دولية وتظاهرات رياضية رفيعة المستوى قاريا وجهويا ودوليا، لفتت أنظار العالم من جديد إلى بلادنا، وأتاحت للشعب الجزائري فرصة التفتّح على الآخر ومتابعة المنحى التصاعدي لتعاظم دور بلاده..".
كما ثمّن أعضاء مجلس الأمة في رسالتهم الرعاية المباشرة والاهتمام الشخصي للسيد رئيس الجمهورية بملف الذاكرة الجماعية وإيلائها ما تستحق من لدنه، "فأخذت بذلك زخماً ليس بمسبوق؛ وقد لمس هذا التوجّه متابعة وتعاطفا كبيرين لدى شعبنا، وأبان عن مدى استشعاره لأمجاده واستحضار بطولات صانعيه وبسالة مجاهديه من جيش التحرير الوطني، الذي تنعم الجزائر اليوم بالأمن والسكينة والاستقرار بفضل سليله الجيش الوطني الشعبي، بكل جدارةٍ واستحقاقٍ، حافظُ أمانة الشهداء وحامي الوطن والمدافع عن وحدته وسلامة ترابه بشجاعة وتضحيات قيادته وأفراده، وباحترافيته وجاهزيته وارتباطه الوجداني بالشعب والوطن وتمسكّه الأصيل برسالة نوفمبر".
وأشاد أعضاء مجلس الأمة بالمتابعة الفعلية للسيد رئيس الجمهورية لنشاط الدولة الخارجي والذي بفضله "استعادت الجزائر وهجها الدبلوماسي، فاسترجعت مجدها وفاعليتها وحضورها ونجاعة وساطاتها، تدافع عن مواقفها ومصالح شعبها، وترافع لمبادئها الثابتة، المناهضة للاستعمار، الداعمة لحقوق الشعوب في تقرير مصيرها، والداعية إلى الحلول السلمية في فض النزاعات.. فباتت السياسة الخارجية الجزائرية رمزا للتوازن والصدق، ومنبرا للحرية والسيادة والعدل والإنصاف".