مجلس الأمة يجدد موقف الجزائر الثابت والراسخ تجاه القضية الفلسطينية
خلال مشاركته في فعاليات الاجتماع الإستثنائي للجنة شؤون فلسطين
خلال مشاركته في فعاليات الاجتماع الاستثنائي للجنة شؤون فلسطين، التابعة لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، احتضنتها العاصمة الإيرانية طهران، اليوم الاثنين 24 مايو 2021... والتي شارك فيها وفد برلماني جزائري عن مجلس الأمة برئاسة السيد علي جرباع، رئيس المجموعة البرلمانية للتجمع الوطني الديمقراطي لمجلس الأمة، عضو اللجنة العامة لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاسلامي، بمعية السيدين:
- محمد أخموك، رئيس لجنة الصحة والشؤون الاجتماعية والعمل والتضامن الوطني بمجلس الأمة، عضو اللجنة العامة لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاسلامي،
- فؤاد سبوتة، مقرر لجنة الشؤون القانونية والادارية وحقوق الانسان والتنظيم المحلي وتهيئة الاقليم والتقسيم الاقليمي بمجلس الأمة،
ألقى السيد علي جرباع، رئيس الوفد البرلماني الجزائري، كلمة - باسم الوفد الجزائري - جدّد في مستهلها موقف الجزائر الثابت والراسخ تجاه القضية الفلسطينية، والذي عبّر عنه السيد عبد المجيد تبون، رئيس الجمهورية، أمام الدورة الـ 75 للجمعية العامة للأمم المتحدة وفي كل المناسبات الوطنية والدولية، بتأكيده على حق الشعب الفلسطيني غير القابل للمساومة والتصرف في إقامة دولته وعاصمتها القدس... مبرزاً بأن الموقف الموحد الذي تتبناه الجزائر دولة وشعباً وبرلماناً وحكومة، في انسجام دائم لا يتغير تحت أي ظرف.
رئيس الوفد البرلماني الجزائري جدّد أيضاً إدانة الجزائر وشجبها للعدوان والاعتداءات التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني المحتل وضد المقدسات، وانتهاكه الصارخ للشرعية الدولية... موضحاً بأن القضية الفلسطينية العادلة وكل قضية استعمار في العالم هي الميزان الوحيد لقياس مصداقية المجتمع الدولي في سعيه النبيل نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتجسيد السلام وتعزيز الأمن ودعم الشرعية والعدالة وقوة القانون ومكافحة الارهاب والجريمة بكل أنواعها، مضيفاً بأن ما يجري في فلسطين المحتلة جريمة حرب مكتملة الأركان، غير أنها لا تخضع لأي متابعة أو عقاب أو مواجهة بسبب اختلال ميزان المصداقية.. داعياً بالمناسبة إلى ضرورة مراجعة شاملة للمواقف والسياسات، وإعادة تقييم جادة للمساعي والتحالفات وآليات الضغط، واستغلال آليات الدبلوماسية المتاحة بأنانية أقل وحكمة أكبر، من خلال اعتبار قضية فلسطين مصلحة وطنية لا تخضع لأي حسابات، تكون حاضرة باستمرار في نشاطات الجمعيات والهيئات البرلمانية الإقليمية والدولية، كما حثّ على الترفع عن الخلافات البينية والمتعددة العالقة، وإلى وحدة الصف الفلسطيني، مشيرا في هذا الصدد إلى تجربة الجزائر مع الاستعمار وثورتها المجيدة التي انتصرت بوحدة الصف والتضحيات.
النص الكامل للكلمة:
معالي السيد رئيس المجلس الشوري الإسلامي للجمهورية الإسلامية الإيرانية،
معالي السيد رئيس اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي،
السيد الأمين العام لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي،
السيدات والسادة أعضاء برلمانات الدول العربية والإسلامية،
السيدات والسادة الحضور،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتوجه بداية إلى اتحادنا الموقر بخالص الامتنان على تنظيم هذا الاجتماع رغم الظروف الخاصة التي يمر بها العالم، وذلك من أجل تفعيل مساهماتنا كبرلمانيين في نصرة الشعب الفلسطيني الشقيق وقضيته العادلة، والشكر موصول إلى المجلس الشوري الإسلامي للجمهورية الإسلامية الإيرانية، على كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال.. أبلغكم جميعا تحيات معالي السيد صالح قوجيل، رئيس البرلمان الجزائري،وبالخصوص إلى رئاسة وأعضاء البرلمان الإيراني الصديق، متمنيا للجميع التوفيق والسداد.
إن ما يجري على الأراضي الفلسطينية المحتلة من اعتداءات وحشية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، و هذه الهمجية التي يتفنن الاحتلال الإسرائيلي في استعراضها أمام العالم، في تحد صارخ للشرعية الدولية يتكرر منذ عشرات السنين ، يتطلب منا مراجعة شاملة للمواقف و السياسات، وإعادة تقييم جادة للمساعي والتحالفات وآليات الضغط، تحيين الأهداف والقيام بتغييرات وإصلاحات و إعادة حسابات و تسطير استراتيجيات جديدة، فلا يمكن توقع نتائج مختلفة بنفس ردود الفعل التي تعلن عن عجزها المرير عند كل غارة عسكرية على بُنى وبيوت غزة، أو حملة تهجير قسري لساكنة مدينة القدس.
أنوه بتخصيص جدول أعمال اجتماعنا اليوم وحصره في موضوع استخدام الآليات الدبلوماسية البرلمانية لدعم الشعب الفلسطيني المضطهد، لنساهم بالمتاح لنا حاليا في رفع الظلم الكبير الواقع على إخواننا في فلسطين المحتلة، و لنتباحث الخلل قبل أن نبحث الحل.
لقد آن الأوان لمعالجة مواطن النقص، واستنباط العبر من تاريخ طويل في مكافحة الاحتلال ومناهضة فكرة الاستعمار التي تأبى أن تتلاشى من حاضر الإنسانية، رغم كل التقدم المحرز عالميا على كافة المستويات، والحرص المعلن صدقا و ادعاءًا، على ازدهار التنمية و حفظ حقوق الإنسان وحماية الحريات ..
إن القضية الفلسطينية العادلة وكل قضية استعمار في العالم هي الميزان الوحيد لقياس مصداقية المجتمع الدولي في سعيه النبيل نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتجسيد السلام وتعزيز الأمن ودعم الشرعية و العدالة و قوة القانون ومكافحة الارهاب والجريمة بكل انواعها ، فما يجري في فلسطين المحتلة جريمة حرب مكتملة الأركان ، غير أنها لا تخضع لأي متابعة أو عقاب أو مواجهة بسبب اختلال ميزان المصداقية ..
اننا كبرلمانيين ممثلين لشعوب خبرت ويلات الاستعمار والاستيطان والوصاية، وقاومت وتحررت ، ندرك جيدا أن القضايا العادلة تُنسج من خلالها المصالح، وعليه، يجدر بنا استغلال الآليات الدبلوماسية المتاحة بأنانية أقل و حكمة أكبر، من خلال اعتبار قضية فلسطين مصلحة وطنية لا تخضع لأي حسابات، يجب أن تكون حاضرة باستمرار على جداول أعمال نشاطات الجمعيات والهيئات البرلمانية الإقليمية والدولية، وذلك بصفة متواصلة وليست مناسباتية، وتحديد أهداف من هذه الحملات تتحقق بالضغط الذي توفره عوامل عديدة، بالموازاة مع تسخير الدبلوماسية البرلمانية لتمتين اللحمة العربية والإسلامية و تصفية الخلافات البينية والمتعددة العالقة، لان كل صراع أخوي في المنطقة يجلب اختلالا في المصالح ويفرض توجها منفردا يشوش على القضية بوصفها مصلحة وطنية ..
لقد نجحت الدبلوماسية في مراحل تاريخية عديدة، من الدفع نحو الحلول العادلة لقضايا تصفية الاستعمار، ورغم ما يظهر من فشل لهذه الآليات في وضع حد للاحتلال الإسرائيلي ، إلا أننا نظل متمسكين بدورها الفاعل وتطويره بما يناسب التغيرات التي تعرفها منطقة الشرق الأوسط وفضح التحوير الذي يعتمده المحتل لتصدير المغالطات.. على الدبلوماسية البرلمانية العربية والإسلامية أن تسعى أيضا لتقوية المنظومة الفلسطينية من الداخل من خلال لم الشمل و منع الشقاق الذي يضعف روح المقاومة ويزرع يأسا يتغذى عليه المحتل.
نجدد تأكيد موقف الجزائر الثابت والراسخ تجاه القضية الفلسطينية، والذي عبر عنه السيد عبد المجيد تبون، رئيس الجمهورية، أمام الدورة الـ 75 للجمعية العامة للأمم المتحدة، بتأكيده على حق الشعب الفلسطيني غير القابل للمساومة في إقامة دولته وعاصمتها القدس.
فلسطين يجب أن تكون مصلحة وطنية لا تخضع لأي حسابات.
شكرا لكم والسلام عليكم.