شارك السيد حوباد بوحفص، رئيس المجموعة البرلمانية لحزب جبهة التحرير الوطني بمجلس الأمة، عضو البرلمان الإفريقي، اليوم الثلاثاء 06 أبريل 2021 في حلقة عمل مشتركة، على هامش اجتماعات اللجان الدائمة للبرلمان الإفريقي، وذلك بشأن موضوع الاتحاد الإفريقي لعام 2021 : "الفنون والثقافة والتراث: روافع لبناء إفريقيا التي نريد"، والذي أطلقه الاتحاد الإفريقي  تجسيدا لتطلعاته في جعل الفنون والثقافة والتراث الإفريقي تضطلع بدور رئيسي في تعزيز الوعي الإفريقي والتنمية الاجتماعية والاقتصادية والتكامل، على النحو الوارد في أجندة الاتحاد الإفريقي لعام 2063 .

تهدف هذه الحلقة إلى تبادل المعلومات حول موضوع العام، وتحديد مساهمة أعضاء البرلمان الأفريقي في تنفيذه. ويتضمن جدول أعمالها تقديم عروض عن مواضيع من بينها:

  • ميثاق النهضة الثقافية الإفريقية وتنفيذه؛

  • القانون النموذجي للاتحاد الإفريقي بشأن حماية الممتلكات الثقافية والتراث؛

  • أنشطة الأكاديمية الإفريقية للغات،

  • النظام الأساسي للجنة السمعية البصرية والسينما الإفريقية،

  • أنشطة مركز الدراسات اللغوية والتاريخية.

وقد ألقى ممثل مجلس الأمة مداخلة أكد فيها على أهمية المحافظة على التراث الثقافي الإفريقي، وضرورة إدراج الثقافة في كافة المخططات التنموية والإصلاحات السياسية والاقتصادية، مؤكدا حرص الجزائر منذ استقلالها على تعزيز التكامل الإفريقي، من خلال دعم البرامج الثقافية في الدول الإفريقية وتنظيم تظاهرات فنية من عمق القارة، بالإضافة إلى احتضانها مقر المركز الاقليمي لحماية التراث الثقافي غير المادي في إفريقيا، وكذا المتحف الكبير لإفريقيا الذي يعد أحد المشاريع الكبرى لأجندة الاتحاد الإفريقي لعام 2063 تلتزم الجزائر بجعله قطبا ثقافيا راقيا، ومنارة للإشعاع الثقافي لقارة إفريقيا

 

كلمة السيد عبد حوباد بوحفص، رئيس المجموعة البرلمانية

لحزب جبهة التحرير الوطني بمجلس الامة

أمام ورشة العمل المشتركة حول  شعار الاتحاد الإفريقي لعام 2021 : "الفنون والثقافة والتراث: رافعات  لبناء أفريقيا التي نريدها"

الثلاثاء 06 أفريل 2021

بسم الله الرحمن الرحيم

 معالي السيد الرئيس،

 زميلاتي وزملائي أعضاء البرلمان الإفريقي،

 السيدات والسادة الحضور...

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

يطيب لي أن أشارك في هذا اللقاء المخصص لدراسة الموضوع الذي اختاره الاتحاد الإفريقي لهذا العام وهو: "الفنون والثقافة والتراث: رافعات  لبناء أفريقيا التي نريدها"، من أجل الخروج بتوصيات وقرارات بشأن تكريس القيمة العليا التي تكتسيها الثقافة في بعدها الإفريقي العريق.

أود بداية أن أتقدم بجزيل الشكر وخالص الامتنان لاتحادنا الإفريقي الموقر على هذا الاختيار الموفق والحكيم لموضوع هذا العام.. كما أود أن أنقل تحيات السيد صالح قوجيل، رئيس مجلس الأمة الجزائري، إلى جميع رؤساء وأعضاء المجالس النيابية الإفريقية، متمنيا لهم مزيدا من السلام والتقدم والرخاء.

إن الثقافة هي إفريقيا في الحقيقة، وإفريقيا هي الثقافة، جمعت شعوبها كافة الفنون الإنسانية، وأبدعت عبر مراحل تاريخية كثيرة في رسم حضارة راقية غنية بتنوع ثقافي لا مثيل له.. أثرته تحديات عظيمة مرت بها القارة خلال الحقبات الاستعمارية التي انصهر فيها التراث الثقافي الإفريقي فزادته قوة وثباتا بفضل الحرص على الهوية الإفريقية والتمسك بأصالة فريدة فشل الاستعمار في طمسها رغم مكوثه فترات طويلة...

إن تراثنا الإفريقي جدير بالفخر والاعتزاز،  زاخر بموروث فني يرجع إلى عصور ما قبل التاريخ، يتجلى في تعدد اللغات الإفريقية وتأثير الموسيقى الإفريقية في العديد من الطبوع العالمية، فضلا عن بصمات الإنسان على الكهوف والمآوي الصخرية المنتشرة في الصحارى والشاهدة على حضارات بناها الإنسان الإفريقي الاصيل..

حري بنا وبالأجيال القادمة أن نمنح التراث الثقافي الإفريقي مكانته، ونحافظ على فرديته وتميزه، ونحن باعتبارنا ممثلين للشعوب الإفريقية، تقع علينا مسؤولية كبيرة، عبر العمل على إدراج الثقافة في كافة الخطط التنموية والإصلاحات السياسية والاقتصادية، وعبر تكريسها في كافة البرامج الحكومية، والمطالبة باسترداد التراث المسروق خلال الحقبة الاستعمارية، والمصادقة على كل مبادرة وأجندة تقدم الحماية لتراثنا الإفريقي حامي هويتنا الاصيلة، في مواجهة نظام عالمي يسحق المختلف ويسحب من الآخر ملكة التميز التي تتضمن في جوهرها قيم الحرية والعدالة والإبداع.

لقد أولت الجزائر للثقافة الإفريقية أهمية كبيرة منذ الاستقلال تعزيزا للتكامل الإفريقي، من خلال دعم البرامج الثقافية في الدول الإفريقية، تنظيم مهرجانات لمختلف أنواع الفنون في القارة وتظاهرات تهدف إلى تعزيز التقارب الثقافي بين الشعوب الإفريقية ومد جسور الأخوة ونشر قيم التسامح والوحدة والسلام..

 كذلك  تحتضن الجزائر المركز الاقليمي لحماية التراث الثقافي غير المادي في إفريقيا، الموضوع تحت اشراف منظمة الامم المتحدة للثقافة و العلوم (اليونيسكو) يتكون من خبراء و ممثلي هيئات مختصة، ويعمل على تحقيق الاهداف الاستراتيجية لليونيسكو من أجل افريقيا من خلال دعم كفاءات القارة في مجال  الجرد و البحث العلمي و التوثيق و حماية التراث غبر المادي. .

كما ستحتضن مقر المتحف الكبير لإفريقيا الذي يعتبر من أحد المشاريع الكبرى لأجندة الاتحاد الإفريقي 2063 ، والمزمع افتتاحه قريبا، مجددة بذلك التزامها بالعمل على حشد الإمكانيات اللازمة لجعله قطبا ثقافيا إفريقيا بامتياز، و منارة للإشعاع الثقافي لإفريقيا.. وذلك بدعم من الاتحاد الإفريقي وتعاون من مفوضيته للشؤون الاجتماعية.. إذ يأتي بناء المتحف الكبير لإفريقيا من منطلق الميثاق الإفريقي للنهضة الثقافية الإفريقية ويهدف إلى خلق وعي حول الثروة الأثرية والثقافية الواسعة والديناميكية والمتنوعة في أفريقيا.. كما سيكون المتحف الأكبر ملهما للأجيال ومركزًا محوريًا للحفاظ على التراث الثقافي الأفريقي وتثمينه. كما سيكون مسؤولًا عن جمع وحفظ ودراسة وتفسير وعرض ثقافات أفريقيا المتنوعة وتراثها وتاريخها من أجل التكامل والمشاركة بين الثقافات والازدهار الاقتصادي.

لا يزال أمامنا الكثير في هذا المجال، يجدر بنا عدم التقيد بعام واحد للتراث الثقافي الإفريقي، بل كل يوم هو مساحة سعي جديدة لتكريس الهوية الإفريقية من خلال حمايتها وإعلاء مقامها بين الأجيال الجديدة، وتعرية الماضي الأليم لاسترجاع ما استنزف من هذه القارة المظلومة.

شكرا لكم والسلام عليكم

0
0
0
s2sdefault
diplomatie
culture
porte ouverte