أكد السيد مليك خذيري، نائب رئيس مجلس الأمة، في الكلمة التي ألقاها خلال مشاركته رفقة وفد برلماني مشترك فيما بين غرفتي البرلمان الجزائري، في أشغال المنتدى الدولي الثاني حول تطور البرلمانية والمؤتمر البرلماني روسيا- إفريقيا، الذي انعقد موسكو (فيدرالية روسيا)، 30 جوان-05 جويلية 2019، أن تنمية أو تطوّر البرلمانيةLe développement du  Parlementarisme  الذي اُختيرَ كموضوع للمنتدى الدولي الاول المنعقد بموسكو في السنة الماضية، قد سجل نجاحا ملحوظاُ، الأمر الذي يتأكد بشكل ملموس اليوم، من خلال تنظيم الطبعة الثانية للمنتدى بمواضيع عديدة وهامة، علاوة على ان فعالياته هذه المرة تكتسِ أهمية أكبر كونها تتزامن مع الندوة البرلمانية "روسيا- إفريقيا" التي تمثل هي الاخرى حدثا برلمانيا مميزاً.

كما أكَّد على أهمية دور البرلمان داخل الحياة السياسية الوطنية لكل بلد، وكذا مساهماته الكبيرة في تحقيق أمال تطلعات كل شعب من شعوبنا.

وأضاف أن البرلمانات كانت دائما ومازالت تُعد أكثر المؤسسات المعنية بمسألة ضمان الحقوق والحريات، باعتبار البرلمانيون هم ممثلوا الشعوب الذين عهدت اليهم شعوبهم، العمل على تحقيق طموحاتهم في العيش في كنف الكرامة والحرية والسلام .

وأشار إلى الدور الهام الذي أضحت تؤديه البرلمانات الوطنية على المستوى الدولي والاقليمي من خلال الأطر البرلمانية المتعددة والمختلفة، في إطار الدبلوماسية البرلمانية، مما جعلها فاعلا مهما بإمكانها أن تساهم في رسم معالم السياسة الدولية في مختلف جوانبها.

وهو الأمر الذي يسمح لنا بالقول أن مسألة البرلُمانية لم تعد تقتصر قط على العمل البرلماني المحض بشقيه التشريعي والرقابي، بل تعدت ذلك بشكل واضح، لتشمل إسهام المؤسسات البرلمانية في السعي إلى جانب الحكومات الوطنية، على إيجاد الحلول المناسبة للرهانات والتحديات المختلفة التي تواجه شعوبها في الوقت الراهن.

و أضاف السيد مليك خذيري، نائب رئيس مجلس الأمة، أن موضوع المؤتمر البرلماني الروسي –الإفريقي، محل النقاش سيساهم في دفع الحوار السياسي الإفريقي الروسي والارتقاء به إلى مراحل متقدمة انطلاقا مما هو موجود اليوم من خلال المواقف المشتركة أو المتقاربة التي تجمعنا في العديد من المسائل السياسية والأمنية ، وإننا على ثقة من أن هذا الحوار يحمل في طياته بوادر جد ايجابية لمستقبل العلاقات السياسية بين افريقيا و فيدرالية روسيا.

كما أشاد بالحوار السياسي النوعي التقليدي السائد بين الدول الإفريقية وفيدرالية روسيا الذي يرتكز على التضامن الدائم الذي طالما طبع الموقف الروسي تجاه القضايا العادلة.

وبالمناسبة، أكَّد السيد مليك خذيري، أن الجزائر ما فتأت تدعو إلى ضرورة اضفاء أكثر توازن واكثر تضامن في العلاقات الدولية ، والالتزام بالمبادئ الدولية لاسيما احترام مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، واحترام سيادة الشعوب في تقرير مصيرها، واعتماد الحوار والحلول السياسية لفض النزاعات الدولية و كذا الحوار والمصالحة لحل الأزمات الداخلية.

وأضاف أنه ثمة تحديات كبيرة مشتركة يتوجب التفكير في كيفية التنسيق لمواجهتها مثل الإرهاب والتطرف والاجرام المنظم العابر للحدود والاتجار غير المشروع بالأسلحة والبشر والمخدرات، الأمر الذي يتطلب تظافر واشتراك  الجهود، قصد مكافحتها ومعالجة أسبابها وتجفيف منابعها المادية والفكرية، والتعامل مع كافة أوجهها لاستئصالها وفق مقاربة شاملة ومنسجمة مع الشرعية الدولية.

واختتم السيد مليك خذيري، في ختام كلمته أن الجزائر تحرص دوما على تعزيز مساهمتها في نهوض قارة إفريقية يسودها السلام و الأمن، حتى يتسنى لها معالجة إشكالية التنمية وغيرها من التحديات.

 

0
0
0
s2sdefault
diplomatie
culture
porte ouverte