كلمة

السيد عبد القادر بن صالح

رئيس مجلس الأمة

بمناسبة اليوم البرلماني حول

"سياسات السكن، العمران والمدينة : حصيلة وآقاق

الثلاثاء 19 فيفري 2019

بسم الله الرحمن الرحيم 

- السيدة والسادة أعضاء الحكومة،

- السيدات والسادة الضيوف،

- أسرة الصحافة والإعلام،

- زميلاتي، زملائي،

أودُّ في بداية هذا اليوم البرلماني الأول ضمن الفترة التشريعية الجديدة أن أرحب بكم جميعا، سيداتي سادتي، في مقر مجلس الأمة.

أيتها السيدات، أيها السادة،

يُعد قطاع السكن والمدينة قطاعًا حيويًا باعتباره يشغل، على حد سواء، حيزًا هامًا ضمن انشغالات المواطن وكذا ضمن السياسات العامة التي ترسمها السلطات العليا للبلاد... وفي هذا الميدان تُعد، سيداتي سادتي، المقاربة التي اعتمدتها البلاد في مجال السكن والرامية إلى فتح مشاريع ضخمة ومتنوعة الصيغ، صائبة كونها تتكفل نهائيًا بانشغالات المواطنات والمواطنين في حيازة سكن لائق بهم، خاصة وأن هذه الخيارات تتماشى مع التطور الذي تعرفه بلادنا والعالم.

الجزائر، سيداتي سادتي، في هذا المجال مهدت لهذه السياسة باستحداث إطار قانوني وتنظيمي كان حقًا فعلاً فعالاً إذ فيه استحدثت أساليب جديدة أكثر عصرية وأكثر فعالية، أساليب ناجعة مكنتها من انتهاج سياسة جريئة ساهمت جديًا في معالجة أزمة السكن حيث مكنها من محاربة السكن الفوضوي والهش، وبنفس الوقت بناء ملايين السكنات اللائقة.

كل ذلك تم بالتوازي مع ترقية المدينة والعمران، الأمر الذي مكن الجزائر من أن ترتقي إلى مصاف الدول المتقدمة في هذا المجال، خاصة وأن هذه الخيارات كانت تتناغم مع سياسة التنمية المستدامة، وتتجاوب مع طلبات المواطنين الداعية إلى ضرورة تأمين المأوى اللائق لملايين المواطنين وإدخال الطمأنينة في نفوسهم، ونتيجة اعتماد هذه الخيارات تمكنت الجزائر من تعزيز الاستقرار الاجتماعي وتقوية شروط دوام الاستقرار العام للبلاد...

وإننا في هذا الإطار نعتقد، سيداتي سادتي، أن هذه الأبعاد مجتمعة تلتقي مع ذات الأهداف التي تضمنها برنامج السيد رئيس الجمهورية، بل هي تستمد مرجعيتها منه وتجد ترجمتها في مضمون أحكامه...

أيتها السيدات، أيها السادة،

لا أريد من كلمتي التقديمية هذه أن أحل محل السيد الوزير أو الخبراء الذين جاءونا اليوم ليفيدونا بتجربتهم ويردون على الأسئلة التي قد يطرحها بعضنا للاستيضاح أو استكمال المعلومة حول النجاحات التي حققها قطاع السكن أو حول التحديات التي تواجهه.

أيتها السيدات، أيها السادة،

إن الغاية التي نسعى للوصول إليها من تنظيم هذا اليوم الدراسي، تأتي أولاً:

لاستئناف نشاط هيئتنا الرقابي والفكري،

وهي تأتي ثانيًا بالتزامن مع الحركية السياسية التي تعرفها البلاد التي تستعد هذه الأيام للدخول في أجواء الموعد الانتخابي الهام لرئاسيات 18 أفريل القادم...

أيتها السيدات، أيها السادة،

بتنظيم هذه الأيام الدراسية القطاعية يكون نشاطنا هذا عملاً مكملاً لذلك الذي يقوم به السيد الوزير الأول لدى مثوله أمام غرفتي البرلمان... هو يأتي في إطار سياسة الأيام الدراسية التي ينوي مجلس الأمة تنظيمها حول: قطاع البنيات التحتية وكذا قطاع الفلاحة والضمان الاجتماعي والصناعة بالإضافة إلى قطاعات أخرى... وهي كلها نشاطات تأتي متماشية مع رؤيتنا لكيفية مراقبة عمل الحكومة ومتابعة عملها. وأيضا تقديم المعلومة الدقيقة الصادرة عن الجهة المسؤولة...

إذن يومنا الدراسي هذا يأتي لتسليط الضوء على ما تم إنجازه في ميدان السكن ويُعرّف بنتائج عمله ويرسم معالم طريق المستقبل المحددة للآفاقه...

وكتقييم عام حول القطاع يمكن القول أن النتائج المحققة كانت أكثر من جيدة وسوف تبين ذلك الأرقام التي سيعطيها السيد الوزير ومساعديه... أرقام يُبينها الواقع الملموس في المدن والقرى في الشمال والجنوب في الشرق والغرب... إنها صورة صادقة يلمس حقيقتها كل من يجوب ربوع الجزائر... مدن بكاملها برزت من على الأرض، بنايات حديثة بمئات الآلاف تشيد، بنايات رُوعِيَتْ فيها كافة شروط الراحة...

في هذه الكلمة التقديمية لا أريد أن أدخل في التفاصيل ولا أسعى إلى تأكيد المؤكد أو استعراض الأرقام والإحصائيات تفصيلاً وهو ما سوف يتولاه مسؤولو القطاع.

وكل ما أريد تسجيله أمامكم، سيداتي سادتي، تذكير بعضنا البعض بحقيقة استفادة ملايين المواطنين (خلال فترة حكم السيد عبد العزيز بوتفليقة) من سكنات لائقة هم اليوم يسعدون بحيازتها، ونسجل أيضًا فرحة أولئك العائدين إلى أراضيهم ومداشرهم في إطار استفادتهم من السكن الريفي بعد أن هجَّرهم الخوف إبان سنوات الإرهاب المقيت...

هذه هي الحقيقة التي نريد تسليط الضوء عليها من خلال هذا اليوم البرلماني والعروض التي سوف تقدم لنا بالرقم الصحيح والدليل الناطق.

أيتها السيدات، أيها السادة،

لقد اخترنا هذه المرة قطاع السكن للتعريف بإنجازاته بالنظر إلى النتائج الباهرة التي حققها القطاع وتبيان ما يمكن أن تحققه الجزائر بفضل سواعد رجالها وبفضل السياسة الوجيهة التي رسم معالمها فخامة رئيس الجمهورية.

اختيارنا للقطاع أتى أيضا للتذكير بالحقائق المسجلة ولتذكير الذين ينسون أو يتناسون بأن فخامة الرئيس كان وعد وها هو فيه نهاية عهدته أثبت أنه قد وفى بوعده... لقد دعى السيد الرئيس في كل عهدة من عهدات حكمه إلى بناء ملايين السكنات بالرغم من تشكيك البعض في قدرات الجزائر في تحقيق تلك الأرقام... لكن الأرقام كل الأرقام المتوفرة اليوم تبين بأن الجزائر تحت قيادة فخامة الرئيس قد وفت حقًا بوعدها وبنت فعلاً ملايين السكنات...

لقد حرصنا على تأكيد هذه الحقيقة لكي نؤكد أيضًا على أن الإنجازات التي تحققت في قطاع السكن وفي غيرها من القطاعات بكل ما أتت به من فوائد جمة على المواطن هي التي كانت وراء الاستقرار الذي تعرفه البلاد، وفي كل المجالات.

أيتها السيدات، أيها السادة،

لقد تحققت هذه النتائج أيضا بفضل سياسة المصالحة الوطنية بكل ما اِنجر عنها من نتائج... وما توفر بفضلها للبلاد من أجواء الأمن والسكينة. إنها عوامل ساعدت على تحقيق الهناء لأبناء الشعب وأكسبت بنفس الوقت الجزائر الوزن والمكانة.

أيتها السيدات، أيها السادة،

بلادنا هذه الأيام مقدمة على استحقاق وطني هام ستسبقه حملة انتخابية، نأمل أن تتم في أجواء يسودها التنافس الشريف ويكون الفيصل فيها للبرامج والأفكار... وأن يرقى الخطاب السياسي أثناءها إلى مستوى تطلعات الأمة.

وإننا في هذه المناسبة إذ نتمنى من المواطن التعاطي إيجابيًا معها، فإننا نتمنى أن تكون هذه المشاركة قوية وترد بذلك على أولئك الذين يسعون إلى زرع اليأس في النفوس وتوجيه الأنظار عن غير غاياتها من خلال إبعاد نقاش الساحة إلى خارج دائرة البرامج التي يجب أن يدافع عنها الواحد والآخر من المتنافسين...

أيتها السيدات، أيها السادة،

وإن التذكير بالحقائق والأرقام والمعطيات في مثل هذه المناسبات هي وحدها الكفيلة بتحسيس المواطن بأهمية اختيار التوجه الأفضل والرجل الأنسب، والتجند بفعالية لمواصلة المسيرة التي أعطت ثمارها وحققت النتائج الملموسة للمواطن الجزائري فيها...

شكرًا لكم جميعًا...

 

0
0
0
s2sdefault
diplomatie
culture
porte ouverte