كلمة

ممثل فخامة رئيس الجمهورية

السيد عبد العزيز بوتفليقة

السيد عبد القادر بن صالح، رئيس مجلس الأمة

بمناسبة إسداء السيد المجاهد الطاهر زبيري

وسام برتبة "أثير" من مصف الاستحقاق الوطني

___

 

الخميس 25 أكتوبر 2018

 

السيد وزير المجاهدين،

أيتها السيدات، أيها السادة،

نقف أمام لفتة جليلة المغزى، وكبيرة الدلالة، لفتة تُؤكّد النهج الوطني الأصيل المُكرِّس للقيم الوطنية النبيلة تحت قيادة فخامة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، الذي نرفع إليه أسمى آيات العرفان والامتنان وهو يُضفي علينا شرفَ مهمة تقليد الأخ والصديق الطاهر زبيري وسام "أثير" من مصف الاستحقاق الوطني.

أخواتي، إخواني،

ما فتئ المجاهد فخامة رئيس الجمهورية، يشمل رفاقه المجاهدين بالرعاية... فهؤلاء والأخ المجاهد الطاهر الزبيري من صميم أسرتهم، هم نبراسُ الأمة... يَحملون قبسًا من نور الثورة التحريرية المباركة، يُضيؤون لنا الطريق اليوم... ويُنيرون للأجيال الناشئة طريق المستقبل غدًا.

والواجب - أيتها الأخوات، أيها الإخوة - يدعونا في هذه المناسبة الدالة أن نتوجه بالتحية والتقدير إلى القائد المجاهد فخامة رئيس الجمهورية... وهو يصطفي المجاهد الطاهر زبيري... ويُسدي إليه وسام "أثير" من مصف الاستحقاق الوطني.

إنها لحظة تُعيد إلى أذهاننا - في رمزيتها - تلك التضحيات الكبيرة، والمعاناة القاسية التي عانى فيها إخوانُنا المجاهدون، ومنهم الأخ الطاهر الزبيري.

فهو من طلائع جيل نوفمبر وقادة الثورة الكبار الأوائل، تعرفه وتشهد على إقدامه وبطولاته أحراشُ جبال الأوراس الأشم.

أيتها السيدات، أيها السادة،

إن المجاهد الطاهر الزبيري الذي تَفَتحتْ عيناه بدوار أم العظَايَمْ بولاية سوق أهراس المجاهدة تفتحت عيناه على جرائم الاستعمار البغيض... وكان منذ صباه المبكر متشبِّعا بتلك الروح الوطنية الوقَّادة حين انضم في 1950 إلى حزب الشعب الجزائري... ولم يَطُل الزمن حتى دوَّت الثورة التحريرية المباركة، ولاحت تباشيرُها... فأحتضنها (المجاهد الطاهر زبيري) كما لو كانت عزيزًا طال انتظارُه، وسجَّل إسمه بأحرف من ذهب في التاريخ بانضمامه لأول فوج مسلح من المجاهدين بقيادة الشهيد البطل باجي مختار...

ولأنه من معدن أولئك الأبطال الرواد الذين وهبوا أنفسهم للجزائر، خاض الأخ الطاهر زبيري المعارك ببسالة، فأعُتقل بجبل سيدي أحمد وحُكم عليه بالإعدام... قبل أن يُلهمه الله عز وجل، ويَمُده ورفاقَه السجناء ومنهم الشهيد البطل مصطفى بن بولعيد بالعون للفرار من سجن الكدية بقسنطينة.

نعم هكذا، أيتها الأخوات أيها الأخوة، كان المجاهد الطاهر زبيري مدفوعًا بقوة إيمانه بالحرية... وبالحق الذي لا تحجبه سحبٌ داكنة... ولا دخانٌ يتصاعد من جرائم الفتك والتقتيل... ومن قَنْبَلة القرى والمداشر...

كان مدفوعًا بقوة إيمانه بأن للجزائر موعدًا مع الاستقلال والتحرّر من استعمارٍ استيطاني بغيض، فارْتَقى بإيمانه هذا إلى مصفِّ رجالات الثورة وقادتها عندما عُيِّن قائداً للفليق الثالث بالقاعدة الشرقية مُستحقا بعد ذلك رتبة رائد وعضو في مجلس قيادة القاعدة الشرقية، ثم قائدًا للولاية الأولى (الأوراس) سنة 1960.

وبعد الاستقلال تقلد مسؤوليات كثيرة كان أبرزها قيادة الأركان العامة للجيش الوطني الشعبي فعضوًا لقيادة الثورة بعد سنة 1965 إلى أن عيّن عضوًا في مجلس الأمة منذ تنصيبه في يناير 1998، وقد جدد فخامة رئيس الجمهورية الثقة فيه أكثر من مرة إلى غاية اليوم، إذ يعتز مجلس الأمة بوجوده ضمن صفوفه ويقدر لفخامة الرئيس تكريمه من المكان الذي ينتمي إليه.

وهكذا، سيداتي سادتي، فإن تكريم المجاهد الطاهر زبيري - اليوم - بإسداء وسام "أثير" من مصف الاستحقاق الوطني، إنَّما هو رسالةٌ، يُؤكِّد من خلالها فخامة رئيس الجمهورية على أن مثل هذه القامات... والشخصيات الوطنية هي ذخرُ الأمة... وهي تعد من خيرة النُّخب التي تُعوّل عليها الجزائر في صون وحدتها... وحماية إنجازاتها التي تحققت بفضل الإنجازات التي حققها برنامج السيد رئيس الجمهورية... وبفضل سياسة المصالحة الوطنية.

أما نحن فيحق في مجلس الأمة لنا الاعتزاز بوجود مجاهدٌ من وزن ومكانة الأخ الطاهر زبيري الذي تَشهد على مآثره وخصاله أحراشُ جبال الأوراس الأشم والجزائر... خاصة وأنه لم يَتَلق علوم العسكرية والقتال في المدارس والأكاديميات... بل كان قائدًا عسكريًا شرب من مدرسة الثورة المباركة وتشبّع بها... وحمل مع رفاقه الشهداء والمجاهدين شعلتها إلى أن بزغ فجر الحرية والإستقلال.

أيتها السيدات أيها السادة،

إن هذا الزخم من العطاء الوطني... وهذا الفيض من التضحية والانتماء لأرضٍ طهرها على مدى عهود من الزمن كفاح بناتها وأبنائها...

إن هذا الرصيد النضالي الوطني الذي تميزت به المسيرة الثورية للمجاهد الطاهر زبيري، وهذا الرصيد الذي لا تختزله الكلمات هو ما يجعلنا في هذه الوقفة الرمزية اليوم أمام واجب الأعتراف والتقدير لما قدمه المجاهد الطاهر الزبيري مع جيل خالد في التاريخ، تحمل مشاق وأعباء إطلاق شرارة الثورة وخوض أتونها وأهوالها متصديا للحديد والنار بصدور يملاها الإيمان بالجزائر الحرة، حتَّى صارت الثورة المباركة منارة وقدوة وما زالت نموذجًا متفردًا في العالم.

لفخامة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الشكر والتقدير على هذه اللفتة الرائعة الكبيرة الدلالة...وللأخ المجاهد الطاهر الزبيري التهنئة والتقدير.

 والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

 

0
0
0
s2sdefault
diplomatie
culture
porte ouverte