كلمة

السيد عبد القادر بن صالح

رئيس مجلس الأمة

في الجمعية الـ 139

للاتحاد البرلماني الدولي

___

 

جنيف (سويسرا) 15 أكتوبر 2018

- السيدة رئيسة الاتحاد البرلماني الدولي،

- السيدات والسادة رؤساء البرلمانات وأعضاء الوفود المشاركة،

 

يُعد اجتماعنا هذا سانحة مواتية لمناقشة مسألة هامة تتعلق بالدور المنوط بالبرلمانات في ترقية السلم والتنمية، في عصر الابتكار والتغير التكنولوجي، وقضايا أخرى لا تقل أهمية وتتناول مواضيع حساسة... تستلزم المقاربة حولها وجود تكامل ما بين الدور الذي تؤديه الحكومات وما تضطلع به البرلمانات.

وفي هذا الجانب تحديدا ، ينبغي علينا أن نأخذ بعين الاعتبار أهمية الارتباط المفصلي بين السلم والتنمية والاستقرار. ويتعين علينا، في الوقت ذاته، إدراك أهمية تداول أدوات الابتكار والتكنولوجيا، بشكل متوازن وعادل بين سائر الشعوب والدول.

 لذا فمن واجبنا كبرلمانيين التمعّن في مجرى المسارات التنموية في دول الجنوب بكل ما يعترضها من عوائق، كمعضلة الشرخ التكنولوجي القائم بينها وبين دول الشمال.

... ولتحقيق غد أفضل في هذا المجال، يتعين علينا، البحث عن السُبُل الكفيلة بتعزيز علاقات التعاون وتعميم التطور الاقتصادي بما يُحقق نقل التكنولوجيا لاسيما عبر الاستثمارات الخارجية المباشرة وإقامة شراكات مفيدة بعيدا عن طابعها التجاري .

ويصبح ضروريا إعادة النظر في القوانين الناظمة لهذه الشراكات بما من شأنه أن يُوفر الإطار المُناسب لنقل التكنولوجيا بسيولة أفضل بين الدول المُتقدمة والدول السائرة في طريق النمو.

من جانب أخر، تَعتَبِر الجزائر أن العالم اليوم في حاجة ماسة، إلى الإسراع في بلوغ أهداف الألفية للتنمية والتنمية المستدامة، والتي لا يمكن تحقيقها إلا بتمكين دول الجنوب من الولوج الى التكنولوجيا وإزالة الهوة الرقمية التي تفصلها عن الدول المتقدمة.

وهوالأمرالذي يفرض علينا كبرلمانيين إسماع صوت شعوبنا وحقها في بُلُوغ مجتمع المعرفة.

لكن إصرارنا هذا لن يعفينا عن ضرورة سن قوانين تُنظم هذه المجالات وتحميها من المخاطر التي تترتب عن تنامي استعمال هذه التكنولوجيات الجديدة.

وتُعد الحروب والنزاعات المسلحة عوامل تعرقل مسارات التنمية والتطور، والجزائر لذلك تَعتبر أن الحل الأنسب للنزاعات يمر حتمًا عبر التسويات السياسية.

ولهذا فإن بلادي دعت وهي تدعو مرة أخرى إلى ضرورة الإسراع في تسوية النزاع في الصحراء الغربية وفق قرارات الشرعية الدولية. على غرار الدول المُحبة للسلام، و تبقى الجزائر منشغلة بالأوضاع الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، وهي لذلك تدعو إلى تمكينه من نيل حقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. و في إطارنا البرلماني، نجد الفرصة مناسبة، لإعطاء المقترح الأردني الكويتي الأهمية المستحقة.

و تدعو بلادي أيضا، إلى ضرورة التسوية السياسية للنزاعات خاصة في كل من ليبيا وسوريا.

السيدة الرئيسة،

وختامًا نقول أن مصلحتنا المشتركة تتطلب التصدي إلى كل ما يفضي إلى التطرف وصدام الحضارات والثقافات والأديان ،

بواسطة ترقية قيم السلم والعيش معًا بسلام، وهي القيم التي ما فتئت الجزائر تعمل من أجل ترسيخها خاصة بعد تبني سياسة السلم والمصالحة التي بادر بها فخامة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، والتي أعطت وأثبتت نجاعتها في بلادي.

شكرًا لكم على كرم الإصغاء،

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

 

0
0
0
s2sdefault
diplomatie
culture
porte ouverte