السيدات والسادة الحضور،

هنيئا لنا بهذه الأجواء التي تنمّ حقًا عن تكريس فعلي لأعراف وتقاليد التداول في المسؤوليات داخل بيت مجلس الأمة.

وهنيئًا لكم، زميلاتي زملائي أعضاء مكتب مجلس الأمة الجدد، على نيلكم ثقة زملائكم في الهيئة لتكونوا إلى جانبي في خدمة الهيئة وخدمة أعضائها...

الزميلات والزملاء الأفاضل،

وقد أنهينا والحمد لله آخر محطات عملنا التنظيمي لشؤون الهيئة،

وأعني به :

توزيع مناصب المسؤولية ضمن أجهزة وهياكل المجلس بحسب التمثيل العددي والنسبي لكل عائلة سياسية، وكذا توزيع السيدات والسادة الأعضاء على اللجان الدائمة التسع (09)، (الذي سيتمّ بعد قليل...)

ومن ثمة مباشرة الشروع في عملية التنصيب الرسمي لها.

أقول (وقد نُصّب جميع أجهزة وهياكل المجلس)... فإن الموقف يحتم عليّ الإشادة بروح المسؤولية التي طبعت بل بصمت عملية توزيع المهام في جميع مراحلها، في كامل الشفافية والديمقراطية...

الواجب يقتضي تثمين المنهج التشاوري الذي تبنته العائلات السياسية كمسلك للتوصل إلى توافق يعزز الانسجام ضمن الهيئة ويعزز روح الفريق الواحد الذي يعد "علامة مسجلة" في رصيد تجربة مجلس الأمة...

زميلاتي، زملائي،

الحقيقة تفرض عليّ أن أقول لكم بأنّ مخاض التوصل إلى هذا التوافق أخذ بعض الوقت... وهذا يعد أمرًا عاديًا في حياة هيئة تكاد تكتمل تركيبتها.

... لكن ما يستوجب تهنئة أنفسنا عليه فيها هو توصل الأطراف المعنية إلى اتفاق تم فيه تغليب المصلحة العليا للدولة والوطن (مما رفع عاليا سقف الالتزام) الذي تحلت به المجموعات البرلمانية خلال كافة مراحل عملية التشاور حول توزيع المهام في أجهزة وهياكل المجلس. وهذه النتيجة تؤدي إلى القول أنّ تعدّد الألوان السياسية في مجلسنا يُعدّ علامةٌ مضيئة في مسيرتنا السياسية والديمقراطية ضمن الهيئة...

كما أن تنوع الألوان السياسية ضمن مجلسنا هو بالواقع رافدا للتعددية وإضاءة مرجوة لتراكمات الممارسة الديمقراطية في بلادنا...

- فلنعمل من أجل أن يكون مجلس الأمة هيئة داعمة للإصلاحات المؤسساتية عبر خارطة طريق من أبرز عناوينها : المبادرة، الانفتاح على المحيط وملامسة تطلعات المواطنات والمواطنين والقبول بآراء بعضنا البعض...

أيتها السيدات، أيها السادة،

إن مجلس الأمة هذا الفضاء الدستوري الحاضن لانشغالات وتطلعات الأمة ينبغي أن يتكرس كفضاء لِمَأْسَسَةِ طموحاتنا الكبيرة في الارتقاء بالجزائر إلى غدٍ واعدٍ مشرق...

- إن تغيير الصورة النمطية للعمل البرلماني ككل... ولعمل مجلس الأمة بشكل خاص يجب أن يواكب ما ستُثمره تدابير الدستور القادم... ولنكن "بيت الجزائر الكبير" الذي يعكس بكل شفافية حالنا وإصرارنا على المُضيّ قُدمًا إلى الأمام دعمًا للتنمية في جميع مجالاتها.

زميلاتي، زملائي،

إنكم تحظون في مستهل هذه الفترة التشريعية بشرف تدشين محطة تاريخية هامة في تاريخ بلادنا... وعليه: فلتكن إسهاماتكم وأعمالكم داخل الهيئة أولى مؤشرات الارتقاء بالعمل البرلماني، وليكن التنوع والتعدد الموجود محرك حقيقي للتغيير الذي يفضي إلى النجاعة... وليخرج كل واحدة وواحد منّا من ضيق جلباب الانتماء الحزبي وعباءة الانتماء المناطقي إلى شساعة - البرنوس الجزائري - الذي يملك (بالرغم من تعدد ألوانه) بحسب منطقة حِياكته كلّ المواصفات الجامعة للانتماء للوطن الواحد... الانتماء للجزائر...

وختاما، أخواتي إخواني مسؤولي هياكل المجلس، أجدد لكم أصالة عن نفسي ونيابة عن السيدات والسادة أعضاء الهيئة الموقرة صادق تهانينا وتمنياتنا لكم بالنجاح في خدمة الهيئة... والتهنئة موصولة أيضا إلى أعضاء مكاتب اللجان الدائمة للمجلس والمراقب البرلماني... وهنا يهمني إعادة التذكير بأن أجهزة وهياكل المجلس هي هيئات لجميع أعضاء المجلس... ومن هذا المنظور أحسب أن عملاً كبيرًا ينتظرنا سواء تعلق الأمر بالدراسة المعمقة والمستفيضة للنصوص القانونية المحالة على المجلس أو من خلال ممارستنا لدورنا الرقابي على عمل الحكومة أو من خلال الاستمرارية في تواصل الهيئة وتفاعلها مع المحيط بنجاعة أكبر من خلال الزيارات الميدانية التي سنبرمجها بالتنسيق مع الهيئة التنفيذية مستقبلاً.

شكرًا لكم على كرم الإصغاء،

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

عودة

diplomatie
culture
porte ouverte