بيان صحفي

       شارك السيد عبد القادر بن صالح رئيس مجلس الأمة، اليوم الخميس 14 ديسمبر 2017 بالعاصمة المغربية الرباط في أشغال قمة رؤساء البرلمانات العربية، الدورة الاستثنائية للاتحاد البرلماني العربي، لبحث التطورات الأخيرة المرتبطة بوضع القدس الشريف،و ذلك من أجل اتخاذ الموقف الذي يرقى إلى مستوى اللحظة الصعبة التي تعرفها القضية الفلسطينية. بهذه المناسبة ألقى السيد عبد القادر بن صالح كلمة أوضح فيها موقف الجزائر من قرار الولايات المتحدة بنقل سفارتها إلى القدس الشريف واصفا إياه بالمؤسف والخطير، محذرا من تداعياته على السلم والأمن الدوليين. السيد عبد القادر بن صالح ذكر بالموقف الجزائر بقيادة فخامة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، الداعم والثابت للقضية الفلسطينية، داعيا إلى دعم قرار منظمة المؤتمر الإسلامي المجتمعة بإسطنبول والقاضي بالاعتراف بالقدس عاصمة لدولة فلسطين.

       للتذكير ، فإن أشغال القمة حضرها رؤساء برلمانات الدول العربية، وترأس  جلسة الافتتاح السيد حبيب المالكي رئيس الاتحاد البرلماني العربي. رئيس مجلس الأمة كان مرفقا بوفد برلماني مشترك فيما بين الغرفتين رفيع المستوى يتكون من رؤساء المجموعات البرلمانية الثلاث بمجلس الأمة و نائبين لرئيس المجلس الشعبي الوطني

النص الكامل لكلمة السيد عبد القادر بن صالح

رئيس مجلس الأمة

بمناسبة قمة رؤساء البرلمانات العربية (الدورة الاستثنائية للاتحاد البرلماني العربي)

الرباط - الخميس 14 ديسمبر 2017

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف المرسلين

- معالي السيد الحبيب المالكي، رئيس الاتحاد البرلماني العربي، رئيس مجلس النواب المغربي،

- أصحاب المعالي السادة رؤساء البرلمانات العربية، ورؤساء الوفود المشاركة،

- معالي الأمين العام للاتحاد البرلماني العربي،

- السيدات والسادة الحضور،

أود بداية أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير لجلالة الملك محمد السادس وللحكومة المغربية و للبرلمان المغربي بغرفتيه،على تفضلهم باستضافة هذه القمة، ونشكرهم على حفاوة الاستقبال و كرم الضيافة وحسن التنظيم. كما نشكر الأمانة العامة للاتحاد البرلماني العربي على جهودها الواضحة لإنجاح هذه القمة.

السيد الرئيس، السيدات والسادة،

يلتئم اجتماعنا هذا غداة القرار المؤسف والخطير الذي اتخذته الولايات المتحدة الأمريكية بالاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، غير مراعية لقواعد القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية والقرارات الأممية ذات الصلة، وفي استهتار بالمقدسات العربية والإسلامية والمسيحية وتاريخ الشعب الفلسطيني.

هذا القرار اللاَّمسؤول يَتَّفق الجميع أن له عواقب جد خطيرة على السلم والأمن في المنطقة وفي العالم، كما أنه سيساهم في إطالة أمد الأزمات والحروب وتبرير اللجوء إلى العنف وخلق بيئة مناسبة للتطرف والإرهاب اللذين تعاني منهما بلداننا أشد المعاناة.

السيد الرئيس

يعد هذا الإعلان  تطورًا خطيرًا وضعت من خلاله الولايات المتحدة الأمريكية، الوسيط المفترض في عملية السلام، نفسها في موقع الانحياز للاحتلال الإسرائيلي والاصطفاف غير المبرر وراء سياسته الاستيطانية وعدوانه على الشعب الفلسطيني، مستهينة بتداعياته ونتائجه الكارثية، مما سيفاقم معاناة الشعب الفلسطيني الأبي جراء ممارسات الاحتلال الإسرائيلي التعسفية والقمعية، والنهب المتواصل للأراضي ومصادرة الممتلكات وبناء المستوطنات والاستهانة بحقوق الإنسان وحريات المواطنين الفلسطينيين، واستمرار الحصار الجائر على قطاع غزة والتهجير الممنهج للسكان، و تهويد القدس التي شملت كل المؤسسات وكافة مناحي الحياة فيها

السيد الرئيس، السيدات والسادة،

أجدد من هذا المنبر تنديد الجزائر حكومة و شعبا، بشدة بهذا القرار لما فيه من مساس بالوضع السياسي والقانوني والتاريخي للمدينة المقدسة ومن خروج عن الإجماع الدولي تجاه وضع القدس الشريف، وباعتباره يقوض إمكانية بعث مسار السلام المتوقف منذ مدة طويلة.

ونؤكد أن مثل هذه الخطوة العبثية هي استهانة بمرجعيات العملية السلمية في الشرق الأوسط، على غرار مبادرة السلام العربية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة ومن بينها القرار رقم 478 لعام 1980 الذي تضمن الطلب من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة الامتناع عن إقامة بعثات دبلوماسية بالقدس الشريف، والقرار رقم 2334 (2016) حول عدم شرعية عمليات الاستيطان الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية ورفض أي تغييرات لخطوط 04 جوان 1967 بما في ذلك ما تعلق بالقدس الشريف. وبهذه المناسبة، نودّ أن نعبّر عن مساندتنا لقرارات قمة اسطنبول، خاصة تلك الداعية إلى الاعتراف بالقدس عاصمةً لدولة فلسطين.

السيد الرئيس، السيدات والسادة،

إن ردة الفعل الدولية الرافضة لهذا القرار والداعية إلى احترام مبادئ القانون الدولي والتمسك بقرارات الشرعية الدولية، بالإضافة إلى هبّة الشعوب العربية عبر المسيرات والفعاليات التي شهدتها المدن العربية نصرة للقدس الشريف ودفاعا عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، كل ذلك يدعونا كبرلمانات تمثل الشعوب العربية أن نكون في مستوى الحدث، ونغتنم فرصة هذا الوعي الحاصل لمخاطبة برلمانات العالم والرأي العام العالمي، لإيصال رسالة رفضنا القاطع لهذا القرار والمطالبة بإلغائه وباحترام القرارات الأممية ذات الصلة.

كما نغتنمها فرصة لدعوة المجتمع الدولي لتحمّل مسؤولياته التاريخية والقانونية والأخلاقية تجاه معاناة الشعب الفلسطيني في ظل الاحتلال الإسرائيلي وسياسة التهويد والاستيطان المتواصلة، وكذلك دعوة البرلمانات في العالم إلى مواصلة الاعتراف بدولة فلسطين أسوة بالبرلمانات التي قامت بذلك.

السيد الرئيس،

السيدات والسادة،

أجدد موقف الجزائر، بقيادة فخامة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، الثابت الداعم للشعب الفلسطيني في نضاله الباسل وحقه المشروع في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف على حدود عام 1967 طبقا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، وأدعو الإخوة الفلسطينيين إلى رص صفوفهم والتضامن في سبيل القضية العادلة لبلدهم وشعبهم.

شكرًا لكم على كرم الإصغاء.

diplomatie
culture
porte ouverte