وقع رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح ، ممثلا لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ، يوم الاربعاء 01 جوان 2016 ، بمقر سفارة الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية على سجل التعازي إثر وفاة الرئيس الصحراوي ، محمد عبد العزيز.
و كان السيد بن صالح مرفوقا برئيس المجلس الشعبي الوطني ، محمد العربي ولد خليفة و الوزير الأول ، عبد المالك سلال و وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية و التعاون الدولي ، رمطان لعمامرة و كذا وزير الشؤون المغاربية و الإتحاد الإفريقي و جامعة الدول العربية ، عبد القادر مساهل.
وكتب السيد بن صالح "تلقينا ببالغ الحسرة و الأسى و بقلوب مؤمنة بقضاء الله و قدره ، نبأ وفاة المغفور له فخامة رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية ، محمد عبد العزيز".
كما قال السيد بن صالح "و أمام هذا المصاب الجلل ، الذي ألمّ بالشعب الصحراوي الشقيق ، نتقدم إليكم باسم فخامة رئيس الجمهورية ، السيد عبد العزيز بوتفليقة و باسم الشعب الجزائري بأحر التعازي و أصدق المواساة ، داعيا المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته و يجعل مثواه الجنة و يلهم أهل المغفور له و الشعب الصحراوي الشقيق الصبر و السلوان".
"لقد رزئ الشعب الصحراوي اليوم ، --يضيف رئيس مجلس الأمة-- في واحد من أبنائه الرموز البررة في الوقت الذي تعرف فيه القضية الصحراوية تقدما ملموسا و مزيدا من النجاحات الدبلوماسية على المستويين الإفريقي و الدولي".
و استرسل السيد بن صالح قائلا : "و سيبقى هذا الفقيد المناضل الكبير، الذي سخر حياته في سبيل قضية بلده النبيلة ، خالدا في ذاكرة شعبينا الشقيقين تقديرا وعرفانا بمسيرته الحافلة بالعطاء و التضحيات و الإخلاص لوطنه و أمته".
كما كتب رئيس الغرفة العليا أنه "و في هذا الوقت العصيب الذي يمر به الشعب الصحراوي الشقيق تجدد الجزائر دعمها و مساندتها لنضاله المشروع من أجل تحقيق حقه في تقرير مصيره".
"وبشر الصابرين الذين إذا اصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون ، أولائك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولائك هم المهتدون".
و توفي الرئيس الصحراوي و الأمين العام لجبهة البوليزاريو، محمد عبد العزيز يوم الثلاثاء 31 ماي 2016 ، اثر مرض عضال عن عمر يناهز 68 سنة.
رئيس مجلس الأمة يبعث برسالة تعزية إلى رئيس المجلس الوطني الصحراوي إثر وفاة المرحوم محمد عبد العزيز ، رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية
إلى معالي رئيس المجلس الوطني
للجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية
السيد خطري أدوه
فُجعنا معكم في هذا اليوم الأليم الحزين.. ونحن نتلقى نبأ وفاة فخامة رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية ، المرحوم محمد عبد العزيز، أجل إنها فاجعة هزت مشاعرنا، فالشعب الصحراوي بفقده يخسر ركيزة قوية وأصيلة في كفاحه من أجل تقرير مصيره، فالرجل تمرس في مسار مرير من الكفاح والنضال عبر سنوات قاسية تحمل فيها منذ أن كان قائدًا عسكريًا في جبهة البوليزاريو، وعضوًا في مكتبها السياسي خلال مؤتمرها التأسيس عام 1973، تحمَّل هموم وتطلعات الشعب الصحراوي، إلى أن انتخب عام 1976 في مؤتمر جبهة البوليزاريو الخامس رئيسًا للجمهورية الفتية.. وظل منذ ذلك التاريخ حري بهذا المقام السامي، لم تثنه المصاعب الكبرى والتحديات الجمة، فخاضها جامعًا بين الصبر والمثابرة، ومزاوجًا بين الأداء الديبلوماسي في المحافل الإقليمية والدولية من جهة، والإبقاء على جذوة النَّفس التحرري على جبهة الكفاح الوطني من جهة أخرى.
ولقد استطاع معززًا بثقتكم أنتم أبناء وبنات الشعب الصحراوي التقدم بخطى وعلى مسافات واسعة إلى الأمام، برغم المناورات، وروح التعنت والعناد التي ما فتئت تبرز في كل محطة من المحطات لتعرقل مسار التسوية العادلة للقضية الصحراوية وفق ما نصت عليه الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن.
إن الشعب الصحراوي اليوم يفقد واحدًا من الذين عمَّدهم للدفاع عن قضيته، وأولاهم ثقته لقيادة مسيرة التحرر، فأوفى حق الوفاء، وأبلى البلاء الحسن وستبقى نضالاته الكبيرة على الدوام نبراسًا يضيء طريق الشعب الصحراوي ويلهم قياداته نحو الأهداف التي يتطلع إليها، وأقرتها المجموعة الدولية من خلال مواثيق الأمم المتحدة.
وإنني هنا وأمام هذا المصاب الجلل، لا أملك إلا أن أعرب لكم عن خالص العزاء وأصدق مشاعر المواساة، داعيا المولى عز وجل أن يلهم عائلته الكريمة، ويلهمكم أنتم وجميع أعضاء مجلسكم الموقر، والشعب الصحراوي قاطبة جميل الصبر والسلوان ويتغمد الفقيد برحمته الواسعة.
"إنا لله وإنا إليه راجعون"
عبد القادر بن صالح